الصحة النفسية

البسيط.. وأهم أنواع الفصام وأعراضها المختلفة

هل سمعت من قبل عن مرض الفصام؟ ربما يعرفه الجميع باسم شيزوفرينيا، والذي تندرج أسفله مجموعة من الأعراض المقلقة، كونها تتسبب في سوء حياة المرضى، كما نوضح عبر العلامات والأسباب وطرق العلاج.

مرض الفصام

يعرف بأنه اضطراب عقلي مزمن يغير من طريقة التفكير لدى المصاب به، كما يؤثر على أسلوب تعبيره عن نفسه، إضافة إلى أنه يمنع ضحيته من رؤية الأمور على حقيقتها، فيما تبدو مراحل المراهقة وكذلك بداية العشرينيات من العمر، هي الأكثر حظًا في اختبار أعراض المرض المشار إليه، والتي تظهر أسرع على الرجال مقارنة بالنساء.

يبدو المريض شديد التأثر بالسلب في مختلف مناحي الحياة بسبب حالته، حيث يواجه الأزمات بلا توقف في مكان الدراسة أو مقر العمل أو عند تكوين العلاقات مع الآخرين بشكل عام، ما يدفعه إلى الانعزال، كقرار يبدو هو الأفضل، أو هكذا يعتقد المريض المشوش.

يفرق خبراء علم النفس بين مرض الانفصام في الشخصية وبين الفصام الذي نكشف عن تفاصيله، فبينما تتمثل أحد أشهر أعراض الإنفصام في تعدد شخصيات المريض المسيطرة على أفكاره، فإن المرض الثاني لا يشهد هذا العرض، بل مجموعة أعراض أخرى نكشف عنها تباعًا.

أعراض الفصام

الفصام
أعراض الشيزوفرينيا

تختلف حدة أعراض الفصام من شخص لآخر، لكنها تشهد في أغلب الأحوال انتشارًا تدريجيًا لدى المريض، الذي يبدو عاجزًا عن التفرقة بين الواقع والخيال كما نوضح عبر تلك العلامات المحذرة:

أعراض أولية

لا تلفت الأعراض الأولية أنظار الكثيرين، باعتبارها تصيب المرء في مرحلة المراهقة المعروفة بتقلباتها، إلا أنها تتطلب الانتباه كونها بداية الأزمة، حيث تتلخص في:

  • تراجع واضح في المستوى الدراسي.
  • تجنب المناسبات الاجتماعية وتفضيل الإنعزال.
  • صعوبة التركيز في مختلف الأمور.
  • عدم القدرة على الانتظام في النوم.
  • سهولة الانفعال والغضب.
  • المعاناة من القلق في أغلب فترات اليوم.

أعراض تخيلية

يصبح المريض بمرور الوقت ضحية لأفكاره بعيدة كل البعد عن الواقع، حيث يعيش في عالم خيالي، تتعدد فيه الأعراض غير الواقعية والتالية:

التوهم

يعاني مريض الفصام من اعتقادات شديدة الغرابة والارتباك، مبنية على أوهام ليس لها صلة بالواقع، بل ويرفض المريض تعديلها رغم ظهور الحقيقة أمامه مرارًا وتكرارًا، كأن يؤمن بأن البشر الآخرين قادرين على سماع أفكاره أو بأنهم يزرعون أفكارهم داخل عقله أو أنه ضحية مؤامرة نظرًا لأهميته، وربما أنه يملك قدرات خارقة للعادة، وغيرها من التخيلات المثيرة للدهشة.

الهلوسة

لا يتوقف الأمر على الأوهام المذكورة مسبقًا، بل يختبر مريض الشيزوفرينيا بعض الهلاوس المثيرة لدهشة أقرب المقربين، حيث يعد سماع الأصوات التي تتحدث إليه باستمرار من أشهر أعراض هذا المرض، فيما تتمثل أحيانًا في تعليقات على سلوكياته ونصائح بشأن أموره الخاصة وحتى بعض الإهانات الموجهة لشخصه، علمًا بأن حاسة السمع ليست وحدها من تمر بتلك الهلاوس، بل يتخيل المريض في بعض الأوقات رؤية أشياء غير موجودة وتذوق مذاق خيالي وشم روائح ليس لها صلة بالواقع.

التخشب

هو عرض شهير يمر به مرضى هذه الأزمة المقلقة، ويتمثل تلك المرة في حالة عجيبة من التخشب تسيطر عليه جسديًا، بمعنى أنه يتوقف عن الكلام، قبل أن يبقى على وضعه دون أي حركة لفترات طويلة من الوقت.

أعراض مرتبطة بالتفكير

يقع ضحية الفصام تحت أسر قدرته الضعيفة على التفكير بشكل منظم، لتظهر الأعراض التالية بمرور الوقت:

  • التحدث بعبارات غير منطقية وذكر كلمات غير مفهومة، ليصبح التحدث معه من المهام المعقدة.
  • الانتقال بسرعة شديدة من فكرة معينة إلى آخرى، رغم عدم وجود ارتباط بينهما.
  • صعوبة اتخاذ القرارات.
  • التحرك ببطء شديد.
  • الكتابة بغزارة ولكن لأشياء ليس لها معنى مفهوم.
  • نسيان وفقدان الأشياء.
  • تكرار الحركات والإيماءات، كالسير في دوائر.
  • صعوبة التمييز أو الإحساس بالأصوات والمشاعر الحقيقية.

بشكل عام، يفتقد مريض الشيزوفرينيا للمشاعر الطبيعية ويبدأ في الانعزال عن عائلته وأصدقائه وعن مجتمعه ككل، كما يتحدث قليلًا ويعاني من فقدان الطاقة، ليتراجع اهتمامه بصحته ومظهره ويفقد الشغف في أموره كافة.

أسباب مرض الفصام

ربما لم يحدد الخبراء والباحثين إلى الآن أسباب المرض المؤكدة، إلا أنه يبقى مثل الأمراض المعروفة كالسرطان والسكري، حيث يصاب به البشر لأسباب منطقية وفقًا لترجيحات العلماء، مثل:

العوامل الوراثية

تبدو فرص إصابة الابن أو الابنة بمرض الفصام أكبر، حينما يعاني أحد الأبوين من المرض ذاته، ليكشف ذلك عن تدخل الجينات والعوامل الوراثية في نسب المعاناة من هذا المرض.

كيمياء المخ

يعاني مريض الشيزوفرينيا من عدم انتظام المواد الكيميائية داخل المخ أو الخلايا العصبية لديه، والتي تؤثر حينها على طريقة التفكير والسلوك، لتبدو أزمات كيمياء المخ واحدة من عوامل الإصابة أيضًا.

شكل الدماغ

من الوارد أن يتسبب شكل الدماغ المختلف وغير المعتاد، في المعاناة من مرض الفصام، إلا أن هذا لا يسري على الجميع دائمًا، حيث يعاني بعض البشر من الأزمة نفسها في الدماغ، دون الإصابة بالمرض الذهني المذكور.

البيئة المحيطة

سواء كانت أشكال العدوى المقلقة أو المواد السامة التي يمكن التعرض لها أو حتى المواقف القاسية والصدمات النفسية، فإن فرص المعاناة من الشيزوفرينيا تبدو مرتفعة عند اختبار أي من تلك الأمور بالنسبة لكل من يملك عوامل وراثية تحفز المرض.

أنواع الفصام

الفصام
أنواع الفصام

يعتقد الكثيرون أن أعراض المرض المذكورة كافة تظهر على ضحيته، فيما يتبين أن هناك أنواع مختلفة من الفصام، والتي تختلف أعراضها كما نوضح الآن.

الفصام الزوراني

هو الفصام المعروف أيضًا بـ الفصام البرانودي، حيث يمكن اكتشافه مع ملاحظة هذيان المريض وسيطرة الهلاوس عليه، وخاصة السمعية منها.

الفصام غير المنتظم

يبدو هذا النوع مؤثرًا بشدة على طريقة تحدث المريض، إذ يبدو كلامه غير مرتب بالشكل المطلوب، كما يفشل في فهم الآخر أو حتى التعبير عن أفكاره أمامه، رغم أن أعراض الهلوسة لا تسيطر عليه في أغلب الأحوال.

الفصام الجامودي

إن كان التخشب يصيب مريض الفصام من هذا النوع في بعض الأوقات، بحيث تبدو حركته معدومة تمامًا، فإنه يظهر في أوقات أخرى شديد الحركة بصورة مفرطة، كما أنه يحاكي حركات البشر المحيطين به، نظرًا لأنه لا يملك القدرة على التعبير عن نفسه وأفكاره، هذا هو الفصام التخشبي.

الفصام المتبقي

في تلك الحالة، يتسبب المرض في ضعف ذاكرة المريض وفي بطء حركته، كما يزيد من صعوبة تركيزه ويحول دون اهتمامه بمظهره العام.

الفصام البسيط

تجتمع أعراض الفصام المتبقي المذكورة مسبقًا في الفصام البسيط، قبل أن تتطور الأمور للأسوأ، حتى يصبح المريض ضحية لهلاوس وأوهام عدة.

الفصام غير المتمايز

يؤدي هذا النوع من أنواع الفصام إلى اختبار مزيج من أعراض أنواع أخرى، وهي الفصام الجامودي والزوراني وكذلك غير المنتظم.

تشخيص مرض الفصام

يخضع المريض المحتمل إلى مجموعة من الاختبارات والتحاليل لتبين إصابته بتلك الأزمة من عدمها، حيث يدرس الطبيب في البداية تاريخه الصحي والطبي، قبل أن يلزمه بإجراء فحوصات دم أو على الدماغ، للتأكد من عدم حدوث أعراضه المقلقة جراء الإصابة بمرض آخر مستتر.

يقوم الطبيب النفسي في العادة بالجلوس مع المريض للتحدث معه عن أفكاره وتوجهاته، قبل أن يجلس مع أفراد أسرته لمعرفة الأعراض التي يختبرها والسلوكيات التي يمارسها في أغلب فترات يومه.

يحتاج الأطباء إلى ملاحظة عرضين فقط من بين أعراض محددة للشيزوفرينيا تظهر على المريض خلال فترة لا تتجاوز الـ6 أشهر، وهي التوهم والهلاوس وعدم انتظام العبارات وعدم اتزان السلوك أو التخشب إضافة إلى الانعزال وافتقاد الطاقة وعدم الاهتمام بالنظافة الشخصية.

علاج مرض الفصام

يدور العلاج المتاح حتى وقتنا هذا لمرض الفصام، حول كيفية تقليل الأعراض والسيطرة عليها قدر الإمكان، في ظل عدم وجود الإمكانية على الشفاء بشكل تام، فيما تتمثل العلاجات الممكنة في:

الأدوية العلاجية

لا يمكن للأدوية علاج مرض الفصام بشكل جذري كما سبق وأن ذكرنا، إلا أنها تقلل من ظهور أعراضه المزعجة، مثل التوهم والهلوسة وصعوبة التفكير، وهي الأدوية الشهيرة مثل هالدول ولوكسابين وستيلازين وكذلك أبليفاي وأريستادا، وغيرها من العلاجات المقاومة لعلامات المرض، والتي لا يمكن تناولها إلا تحت إشراف الطبيب حتى لا تزيد الوضع سوء.

مزيج الجلسات والدواء

يعتمد هذا النوع من العلاج على مزيج من الجلسات النفسية والأدوية العلاجية، علاوة على تحفيز المريض على المشاركة في النشاطات الاجتماعية وربما العمل إن كانت الفرصة المتاحة، فيما يشارك أفراد الأسرة أيضًا في تحسين حالة المريض عبر الاهتمام والتشجيع.

جلسات العلاج النفسي

يمكن للأطباء الاعتماد على جلسات العلاج النفسي في المقام الأول، كوسيلة تحسين وتطوير أساسية لحالة مريض الشيزوفرينيا، حيث يبقى هدف الطبيب هنا هو تعليم المريض كيفية التحكم في أعراضه وملاحظة تطورها للأسوأ في بعض الأحيان ومقاومتها بصورة علمية.

المعالجة بالكهرباء

هي وسيلة العلاج الشهيرة التي يرسل من خلالها الأطباء صدمة كهربائية بسيطة لدماغ المريض، بعد توصيل الأقطاب الكهربائية لفروة رأسه، فيما يخضع لهذه الجلسات أثناء تخديره، ليلاحظ بمرور الوقت الكثير من التحسن في الحالة المزاجية وطريقة التفكير.

في الختام، ينبه خبراء الصحة حول العالم إلى أن مريض الفصام لا يعد خطيرًا على مجتمعه الصغير أو حتى على الغرباء منه كما يظن البعض، بل يلجأ في العادة إلى الانعزال وربما التسبب في الأذى لنفسه فحسب، ما يتطلب دعم ضحايا هذا المرض الشهير وتحفيزهم على العلاج بدلًا من التخوف منهم.

المصدر
مصدر 1مصدر 2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى