علاقات

لماذا لا ينصح بتعليم الأطفال الصغار مبدأ مشاركة الآخرين؟

“المشاركة من الاهتمام”، هكذا يدرك البالغون وهكذا نرغب في تعليم الأطفال، إلا أن سعي الآباء من أجل تعويد الطفل على مشاركة ألعابه أو أغراضه مع الآخرين، قد لا يتناسب تماما معه وخاصة في العمر الصغير، كما نوضح عبر أسباب تدفعك إلى تأجيل محاولة تعليم طفلك مبدأ مشاركة الآخرين.

أسباب تؤجل تعويد الطفل على مشاركة الآخرين

على الرغم من أن تعويد الطفل على مشاركة الآخرين لأغراضه الخاصة، من الأمور الحسنة التي تدفعه لأن يصبح شخصا اجتماعيا ومعطاء، إلا أن الأمر لا يتناسب مع الطفل الصغير أو الرضيع، الذي قد يصاب بالارتباك عند محاولة دفعه لمشاركة الأشياء الخاصة به مع غيره من الصغار.

يعاني الطفل الرضيع من عدم فهم مبدأ المشاركة من الأساس في عمره الصغير، حيث يبدو تعليمه لتلك المهارة مضيعة للوقت والمجهود، في ظل عدم قدرته على استيعاب هذا المبدأ، ما يتطلب الانتظار لبعض السنوات حتى يصبح الطفل أكثر استقرارا من الناحية النفسية والعاطفية، ومن ثم يبدأ في إدراك أهمية المشاركة.

كذلك يؤدي الحرص على تعليم الطفل الرضيع لمبدأ المشاركة، إلى إصابته بارتباك فيما يخص مفهوم الشخص وممتلكاته، فبينما يحتاج الرضيع بمرور الوقت إلى إدراك حقيقة أنه شخص منفصل يملك أغراضا خاصة وله الحق في امتلاكها وحدة من دون اتهامه بالأنانية، يأتي تعويده على مبدأ مشاركة الآخرين للأغراض، ليؤجل من عملية فهم تلك الحقيقة.

أمر آخر من شأنه أن يدفعنا لتأجيل تعليم الطفل لمبدأ مشاركة الآخرين، يتمثل في صعوبة فهمه لمسألة الوقت والأشياء المؤقتة غير الدائمة، فبينما لا يجد الأب أزمة في حث طفله على إعطاء لعبته الخاصة إلى طفل آخر من أجل الاستمتاع بها لدقائق معدودة، فإن الطفل هنا لا يدرك أن الاستغناء عن اللعبة هو أمر مؤقت فقط، ما يصيبه بالحزن والغضب حتى وإن عادت إليه لعبته من جديد.

الحل الأمثل

من هنا يبدو أن كيفية تعليم الطفل لمبدأ مشاركة الآخرين، تتمثل في البداية في الانتظار حتى يبدأ الطفل في الاكتمال على الصعيد النفسي والعاطفي، فيما ينصح في سنوات العمر الأولى أن يتعلم الطفل على العكس من ذلك، أنه يملك أغراضا خاصة به، وأن عليه حمايتها عند التعرض للجذب من قبل أطفال آخرين.

على الجانب الآخر، ينصح عند ملاحظة قيام الطفل بالحصول على أغراض الآخرين، بحثه على الاستئذان في البداية بدلا من خطف الأشياء عنوة، مع الوضع في الاعتبار أن التساهل في تلك الأمور قد يخلق لدى الأطفال الصغار ميلا إلى الأنانية.

في كل الأحوال، يتعلم الطفل مبدأ مشاركة الآخرين لأغراضه بمرور السنوات، حيث سيرى بنفسه تأثير العطاء الإيجابي على الآخر، وبالتالي يتحفز تلقائيا على القيام بما يسعد غيره ولكن في الوقت المناسب ومن دون استعجال النتائج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى