الصحة النفسية

نظريات الشخصية في علم النفس.. وكيف تفصح عن أسرار البشر؟

تعد دراسة الشخصيات من بين أشهر الموضوعات التي تمت مناقشتها في مجال علم النفس، حيث يمكن الكشف عن بعض جوانبها المثيرة عبر أبرز نظريات الشخصية في علم النفس، والتي نوضح تفاصيلها في تلك السطور.

تعريف نظريات الشخصية في علم النفس

نظريات الشخصية في علم النفس
نظريات الشخصية في الصحة النفسية

تعرف نظريات الشخصية في علم النفس، باعتبارها تلك المجموعة من الأفكار العلمية التي توصل إليها أشهر خبراء النفس؛ أملًا في كشف النقاب عن خبايا الشخصيات المختلفة على الصعيد السلوكي.

يأتي العالم الشهير وخبير علم النفس سيجموند فرويد في طليعة المفكرين الذين بحثوا في جوانب الشخصية، من أجل إرساء قواعد نظريات الشخصية في الصحة النفسية، تمامًا مثل العالم كارل يونغ، وكذلك إريك إريكسون، وغيرهم.

أبرز نظريات الشخصية في علم النفس

نظريات الشخصية في علم النفس
أبرز نظريات الشخصية في علم النفس

تبدو نظريات الشخصية في علم النفس شديدة التعدد والتنوع، إلا أن السطور التالية قد تفصح عن أبرزها وأكثرها قدرة على شرح جوانب الشخصية المختلفة.

نظريات التحليل النفسي

هي واحدة من أشهر نظريات الشخصية في علم النفس، التي جمعت تحت ظلها آراء نخبة من المفكرين، والتي شدد من خلالها سيجموند فرويد على أهمية التجارب التي يمر بها الإنسان في مرحلة الطفولة وكذلك أهمية الأفكار التي تملأ العقل اللاواعي في تكوين شخصيته، فيما تنبثق لنظريات عدة مثل:

  • نظرية سيجموند فرويد التي تؤكد دور ذكريات الطفولة المحوري والعقل اللاواعي وكذلك الأفكار الجنسية في تكوين الشخصية.
  • نظرية إريك إريكسون المشددة على أن شخصية الإنسان تتكون عبر الحياة بأكملها، والمشيرة إلى خطورة أزمة الهوية.
  • نظرية ألفريد أدلير المؤمنة بأن الرغبة في التفوق وتجاوز المحن هي ما تشكل الشخصية.
  • نظرية كارين هورني، والتي تكشف عن أهمية العوامل الثقافية والاجتماعية في تشكيل الشخصية، إضافة لعلاقة الآباء بالأبناء.
  • نظرية كارل يونغ، صاحبة الفضل في شرح مصطلحات مثل اللاوعي الجمعي والأنماط البدائية.

نظرية علم النفس الإنساني

ركزت تلك النظرية المقسمة لقسمين، ومن بين نظريات الشخصية في الصحة النفسية، على مفاهيم شديدة الخطورة، مثل الإرادة الحرة والوعي الشخصي وكذلك علم النفس التنموي، لتكشف عن كيفية تحقيق كل شخص لأهدافه، عبر نظريتي روجرز وماسلو التاليتين:

  • يرى كارل روجرز أن الإرادة الحرة هي ما تشكل الشخصية، وأن النزعة لتحقيق الذات هي الدافع الأقوى وراء السلوك الإنساني.
  • يشير إبراهام ماسلو إلى أن الإنسان يتحفز بواسطة احتياجاته، التي تبدأ بالطعام والشراب، وتصل للحاجة إلى تحقيق الذات.

نظريات السمات

ينصب تركيز علماء النفس وراء تلك النظريات، على تعريف ووصف وقياس السمات، المسؤولة عن تكوين شخصية الإنسان، حيث تتفق آراء الخبراء التالية على أن فهم السمات الشخصية يعني إدراك طبيعة الاختلافات بين البشر.

  • تكشف نظرية هانز آريزنك عن أبعاد الشخصية الثلاثة من وجهة نظره، وهي الانطوائية والانبساطية، الاستقرار العاطفي والعصابية، والذهانية.
  • تبرز نظرية رايموند كاتيل دور 16 سمة شخصية في تحديد الاختلافات بين البشر.
  • قدمت نظرية روبرت آر ماكراي وبول كوستا عناصر الشخصية الخمسة، وهي الانبساطية والعصابية والانفتاح تجاه التجارب والوفاق والضمير الحي.

نظرية الإدراك الاجتماعي

يبدو تكوين الشخصية وفقًا لتلك النظرية، معتمدًا على التعلم بالملاحظة والكفاءة الذاتية علاوة على القدرات الإدراكية، حيث يعتبر ألبرت باندورا هو العالم المؤمن بأسس تلك النظرية، القائمة على التعظيم من شأن التعلم الاجتماعي أو التعلم بالملاحظة، علاوة على التشديد على دور الاعتقادات الخاصة في التأثير على القدرات.

النظريات البيولوجية

في تلك النظرية الخاصة من نظريات الشخصية في الصحة النفسية، يتلخص الاعتقاد السائد لدى الخبراء المؤسسين لها في أن العوامل الوراثية هي المسؤول الأبرز عن صفات الشخصية.

يعد  هانز آيزينك صاحب الفضل في إبراز إحدى نظريات السمات؛ ليكشف عن اعتقاده بأن الدور البيولوجي الذي يلعبه هرمون التوتر المعروف بالكورتيزول، يصل إلى حد قيادة الشخصية، في إشارة إلى الشخص الانطوائي يعاني من سيطرة الكورتيزول وتجنب التنبيه، بعكس الشخص الانبساطي الراغب في الإثارة والتحفيز.

النظريات السلوكية

يرى بي إف سكينر وكذلك جون بي واتسون أن الشخصية تتكون عبر دمج يحدث بين الإنسان والبيئة المحيطة به، وقد بحثت النظريات عن خبايا السلوكيات التي يمكن قياسها، متجاهلة تمامًا كل تلك النظريات السابقة التي اهتمت بالأفكار والمشاعر والمزاج، باعتبار أن تلك الأشياء لا يمكن قياسها بصورة محددة.

أشهر أنواع الشخصية

نظريات الشخصية في علم النفس
أنواع الشخصيات الأربعة

بينما كشفت نظريات الشخصية في علم النفس عن وجهات نظر المفكرين والخبراء في كيفية تكوين الشخصيات، فإن تلك هي مجموعة من أبرز أنواع الشخصية التي تبدو أكثر شهرة وهي:

الشخصية المتوسطة

هي واحدة من أكثر أنواع الشخصيات انتشارًا، حيث تتصف بالعصابية والانبساطية، رغم أنها تعاني من صعوبة خوض التجارب في كثير من الأحيان.

الشخصية المتحفظة

لا يمكن وصف تلك الشخصية باعتبارها عصابية أو حتى انبساطية، نظرًا لأنها تتسم بقدر كبير من الانطوائية، والتي لا تتعارض مع ما تتمتع به من ضمير حي ودرجة جيدة من القبول.

الشخصية القائدة

تجمع تلك الشخصية مجموعة من أبرز السمات الشخصية الإيجابية، ومن بينها الانبساطية والنزعة تجاه خوض التجارب وكذلك الضمير الحي، مع عدم معاناتها من أي ملامح عصابية، لذا تؤدي تلك الصفات بالإضافة إلى كونها قائدة بالفطرة وتقبل بالأفكار الجديدة، إلى سهولة توجيهها للأوامر التي يتبعها الآخرين.

الشخصية المستقلة ذاتيًا

بالرغم من تمتع تلك الشخصية بنسب مرتفعة من صفات كالانبساطية والانفتاح، إلا أنها تعاني من عدم القبول بجانب عدم التمتع بالضمير الحي.

في كل الأحوال، ومع تعدد نظريات الشخصية في علم النفس، وكذلك نوعيات الشخصيات المختلفة، يبقى من المؤكد أن الإنسان له القدرة بدرجة أو أخرى على التحكم في سلوكياته وربما مقاومة عيوبه ودعم مزاياه، حتى يصبح من ضمن الشخصيات المثالية من وجهة نظره ونظر البشر الآخرين.

المصدر
مصدر 1مصدر 2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى