شائع

هل يدفن النعام رأسه في الرمال حقا؟

يقولون إن الشخص الذي يرفض مواجهة مشكلاته، أو يرفض أن ينظر للأمور بصورة واقعية، هو كمن يدفن رأسه في الرمال مثلما تفعل النعام، ما ألصق تهمة تاريخية بتلك الطيور الضخمة التي لا يمكنها الطيران، فهل تهرب حقا من أزماتها عبر دفن رأسها في الرمال؟

دفن الرأس في الرمال

على مدار سنوات وعقود طويلة، استشهد الكثير من البشر من حول العالم، بطيور النعام، للإشارة إلى أن هروب البعض من أزماتهم، يشبه بذلك طريقة النعامة في تجنب مواجهة الأعداء، حين تضع رأسها في الرمال خوفا منهم.

اعتقد كل من ردد ذلك التشبيه، أن دفن النعامة لرأسها في الرمال، هو إجراء معتاد تقوم به وهي تظن أن بتلك الطريقة لا يمكن للأعداء أن يرونها، بما أنها لا تراهم، ما يشير إلى اتهام آخر التصق بتلك الطيور الضخمة، يفيد بأنها لا تتصف بالجبن فحسب، بل كذلك بالغباء الشديد.

فهل تدفن النعام رأسها في الرمال حقا؟ وهل تقوم بذلك اعتقادا منها بأنها أصبحت مخفية عن أعين المتربصين بها لمجرد أنها لا تستطيع أن تراهم؟

حقيقة أسطورة

يؤكد خبراء الحيوانات أن التهمة الملتصقة على مدار عشرات السنوات بالنعام هي تهمة باطلة، ليس فقط لأن النعام لا يخفي رأسه خوفا من مواجهة الحيوانات المفترسة كما اعتقد البعض، بل لأن تلك الطيور الضخمة لا يمكنها من الأساس دفن رؤوسها في الرمال، وإلا اختنقت!

يتبين أن الاعتقاد الخاطئ الذي روجه الكثيرون من قبل، يعود إلى رؤية النعامة ذات الطول الفارع، وهي تحفر الأرض لتصنع ما يشبه العش الهادئ لفقس بيضها، ومن ثم تستخدم منقارها الطويل لتقليب البيض بداخل سطح الأرض، لذا فمع كبر حجم النعامة، وصغر حجم رأسها، تخيل أغلب من رأوا هذا المشهد أنها تدفن رأسها كاملة في الرمال، وهو الأمر الذي لا يمكن حدوثه كما ذكرنا، لأنه سيعرض النعامة حينئذ للموت جراء نقص الأكسجين ومن ثم الاختناق.

كذلك ينتاب الكثير من البشر نفس الإحساس بدفن النعام لرأسها في الرمال، عندما تقوم تلك الطيور بتناول طعامها من النباتات والحشائش، حيث تبدو من على بعد وكأنها أقحمت رأسها الصغير في الأرض، ما عزز من شيوع ذلك الاعتقاد الأسطوري، الذي لا يزيد عن كونه اتهام باطل بجبن وغباء طائر، منعه حجمه العملاق أن يستمتع بالطيران يوما.

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى