شائع

هل ينجي السعال من النوبة القلبية؟

“السعال لعلاج النوبة القلبية المفاجئة”، قد يبدو هذا كحل سهل وخارج عن الإطار المألوف، يمكن للمريض إسعاف نفسه من خلاله وهو وحده بالمنزل أو بالسيارة، إلا أن الواقع يؤكد على أمر مختلف تماما، تجدر الإشارة إليه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

السعال والنوبات القلبية

انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى مدار أعوام وعقود طويلة، تلك النصيحة الشهيرة، التي تجيب عن تساؤل مفاده “كيف تنجو من النوبة القلبية وأنت بمفردك؟”. وتتلخص الإجابة حينئذ في كلمة واحدة، وهي السعال.

أكدت النصيحة المعروفة والتي ظهرت من خلال عشرات بل مئات المنشورات المختلفة، إلى أن السعال هو الحل السحري لنوبات القلب، بحيث لابد أن يكون قويا وعنيفا في تلك الحالة، كما يجب أن يأخذ المريض نفسا عميقا قبل إتمامه، ليصبح السعال طويلا وعميقا ومستمرا حتى وصول سيارة الاسعاف.

أما اللافت في الأمر، فهو ظهور تلك النصيحة بأكثر من صيغة مختلفة، من بينها تلك التي نسبت لأحد الأطباء اللبنانيين، والتي تم شرح طريقة إنعاش القلب من خلالها، وكيفية تحفيز تلك الطريقة للأكسجين على الوصول للرئتين، وتحسين عملية دوران الدم بالجسم، فما صحة تلك المعلومات الطبية الخطيرة إذن؟

تحذيرات مخيفة

منذ عام 1999، وتلك النصيحة لا تتوقف عن الشيوع عبر مواقع وصفحات الإنترنت المختلفة، بالرغم مما تبين من كذب تفاصيلها المضللة، والتي بدلا من أن تساعد في علاج نوبة قلبية مفاجئة أصابت شخصا ما، فإنها قد تؤدي إلى وفاته في الحال.

فقد أكد بيان صادر عن جمعية القلب الأمريكية، أن إجراء إنعاش القلب المذكور عبر السعل بقوة، هو إجراء خاطئ لا ينصح بإتمامه من أشخاص عاديين، ودون وجود أطباء بجانبهم، في إشارة إلى أنه من الأفضل للمريض في تلك الحالة، أن يدخر جهده من أجل اتباع إجراء آخر أكثر فائدة له، كأن يتصل بالاسعاف أو أن يطلب المساعدة من أي شخص قريب.

كذلك أبدى مجلس الإنعاش البريطاني، استنكاره لشيوع تلك النوعية من النصائح، التي لن تفيد بقدر ما ستسبب في الأذى للمريض، موضحا أن الحل الأمثل للمرضى هو محاولة الوصول للمستشفى بأسرع وقت ممكن، ليسدل الستار في النهاية عن تلك النصيحة الكارثية، التي يأمل الجميع أن تتوقف يوما عن الانتشار.

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى