بالتأكيد يتمتع النحل بأهمية قصوى في حياتنا، فيكفي القول بإن النحل هو المسؤول الأول عن تلقيح المحاصيل حتى تنتج ثمارا لنتغذى عليها، لكن ما خفي كان أعظم.
لدغة النحل مفيدة
تعد لدغة النحلة من أكثر اللدغات إيلاما، لكنها في نفس الوقت يمكن أن تكون مفيدة ببعض الأحيان، حيث توصل العلماء إلى أن لدغة النحلة يمكن لها أن تكافح فيروس نقص المناعة البشرية (HIV).
يعرف السم الذي ينتج عن لدغة النحلة باسم الـ”ميليتين”، والذي يتمكن من القضاء على فيروس الـ”HIV” عبر إحداث ثقوب في الغلاف الواقي للفيروس.
تساعد كذلك لدغة النحلة في تقليل حدة الشعور بالتهابات المفاصل، الروماتويدي، فطبقا لباحثين من جامعة ساو باولو البرازيلية، فالجزيئات المكونة لسم النحلة ترفع مستوى هرمون الـ”Glucocorticoid”، وهو هرمون مضاد للاتهابات.
ذكاء
ينقسم النحل لعدة فئات داخل الخلية الواحدة، كل فئة منوطة بتأدية مهمة واحدة لا تحيد عنها، فمثلا، نحل الكشافة، مسؤول بصفة أساسية عن البحث عن مصادر جديدة للطعام، ونحل الجندي، الذي تم اكتشافه مؤخرا عام 2012، يعمل كحارس أمن للخلية طوال حياته.
يتحول 1% من النحل داخل الخلية في منتصف عمرهم إلى ما يشبه “الحانوتي”، حيث يبدأون في إزالة النحل الميت من داخل الخلية لخارجها، بسبب تحوُّل جيني يطرأ على أدمغة هذه النسبة من النحل، لكن الأكثر إثارة، هو أن نحل العسل، المعروف بتأديته لعديد الوظائف، يقوم بتعديل كيمياء دماغه قبل أن يبدأ في التحوّل من وظيفة لأخرى، كي تتناسب معه.
خاصية التعرُّف على الأوجه
يستطيع نحل العسل التعرُّف على الأوجه بطريقة مشابهة لتلك التي يتبعها البشر، فحسب تقرير صحيفة “نيويورك تايمز”، يأخذ النحل عينات من الوجه مثل الحاجبين، الشفتين والأذنين، ويقوم بتجميعها معا لتشكيل الوجه، وتعرف هذه الطريقة باسم المعالجة التكوينية.
فرق الشخصية
غالبا ما نتعامل مع الكائنات الأخرى من منطلق أنها لا تمتلك أية أحاسيس، على الرغم من إيماننا التام باستحالة ذلك، لكن ربما يرجع السبب في ذلك إلى عدم قدرة الكائنات الأخرى على التعبير مثلنا.
يخبرنا باحثو جامعة إلنوي أن النحل داخل الخلية الواحدة لا يتطابق من حيث الشخصية، حيث أن هنالك بعض النحل أكثر حركية وآخر خجول، فحسب الدراسة التي نشرت عام 2012، فالنحل المضطرب يبدو متشائما أكثر من غيره، ما يعني أن النحل وبشكل ما يمتلك مشاعرا تماما كالتي يمتلكها الإنسان.
ماذا تعرف عن المنبهات؟
دعنا نخبرك بأن السبب الرئيسي لوجود منبهات مثل الكافيين في الطبيعة يتعدى رغبتك في صنع كوب من القهوة بالصباح، فالحقيقة هي أن الكافيين هو أداة دفاعية للنباتات، تطرد عن طريقها الحشرات الضارة، وتجذب بها الملقحات بنفس الوقت.
وجد علماء في جامعة نيوكاسل أن الرحيق الممزوج بالكافيين يساعد النحل على تذكر مكان الزهرة، مما يزيد من فرص العودة مرة أخرى، ما يعني أن الكافيين يزيد من قدرة النحل أيضا على العمل وليس الإنسان فقط.
القبض على القتلة المحترفين
القاتل المتسلسل يرتكب جرائمه في محيط منطقة سكنه، لكنه يضطر إلى أن يبتعد نسبيا حتى لا يثير الشبهات حوله، لكن ما علاقة ذلك بالنحل؟
درس بعض العلماء سلوك النحل، وتوصلوا من خلاله إلى صيغة تشابه كبيرة جدًا ما بين سلوك النحل وسلوك القاتل المتسلسل، حيث يجمع النحل حبوب اللقاح بالقرب من خليته، لكنه يبني الخلية نفسها بمكان يصعب على المفترسات اكتشافه، وهذا ما يعرف باستراتيجية “المنطقة العازلة”، التي اتبعها العلماء، وحولوها لخوارزميات تساعد الشرطة في العثور على المجرمين.