شخصيات مؤثرةملهمات

يوليوس فاجنر.. عبقري عالج الزهري بالملاريا!

أدرك الطبيب النابغة معاناة المرضى بسبب داء الزهري الفتاك -آنذاك-، فسعى إلى علاجه بطريقة لا تصدق، عبر الاستعانة بمرض آخر هو الملاريا، ليستحق جائزة نوبل، ويصبح واحدا من أشهر الأطباء، إنه النمساوي يوليوس فاجنر.

الزهري المميت

إنجاز استحق نوبل.. عندما نجح طبيب في علاج مرض الزهري باستخدام الملاريا

شهدت بدايات القرن الـ20، وجود عدد من الأمراض والأوبئة الفتاكة، كان مرض الزهري العصبي واحدا منها، حيث عرف هذا الداء حينها بأنه مرض ذهني ينتج عن عدوى تصيب الدماغ، ويتسبب في وفاة المريض عاجلا أم آجلا، ما حفز الأطباء على محاولة إيجاد علاج له.

كان الطبيب النمساوي المخضرم، والمولود في عام 1857، يوليوس فاجنر، أحد اطباء علم النفس، الذين بحثوا عن طريقة حديثة تمكنهم من علاج مرض الزهري العصبي الذي حصد الكثير من الأرواح، لذا فمع البحث والدراسة، أيقن يوليوس أن هذا المرض الفتاك لا يمكنه الصمود أمام درجات حرارة الجسم المرتفعة، ما جعل فكرة مثيرة للجدل تخطر على ذهنه، لتغير الكثير من الأمور في هذا التوقيت.

الملاريا لعلاج المرضى

إنجاز استحق نوبل.. عندما نجح طبيب في علاج مرض الزهري باستخدام الملاريا

توصل الطبيب النمساوي المبتكر، إلى أن حقن مرضى الزهري العصبي، بمرض الملاريا المخيف، سوف يتسبب في معاناة المصابين من الحمى، الأمر الذي يعد كافيا من أجل تخليص أجساد هؤلاء المرضى من أعراض مرض الزهري القاتلة.

أجرى يوليوس الاختبارات الواحدة تلو الأخرى على مرضى الزهري العصبي، ليفاجأ الجميع باستجابة مصابي الزهري لهذا العلاج العجيب، الذي وإن سبب بعض المشكلات الصحية لهم، إلا أنها بقيت تحت السيطرة، علاوة على أنه كان يقضي على مرض الزهري الخطير في فترة زمنية ليست بالطويلة، وبنسب فشل لم تتجاوز الـ15%، وهي نسبة مقبولة بالنسبة لشدة خطورة المرض.

لم يستمر علاج الزهري العصبي بواسطة الملاريا طويلا، حيث بدا واضحا أن الاعتماد على المضاد الحيوي المكتشف حديثا في هذا التوقيت، والمعروف باسم البنسلين، يعد خيارا أكثر أمانا للمرضى، إلا أن هذا الاكتشاف الحديث لم يُنسِِ الجميع فضل الطبيب النمساوي في إنقاذ الكثير من المرضى.

حصل يوليوس فاجنر، في عام 1927، على جائزة نوبل في الطب، تقديرا لاكتشافه المثير للجدل، ليحصل على الثناء الذي يستحقه، قبل وداعه للعالم في سنة 1940، وبعد أن صار أشهر الأطباء الذين عالجوا الأمراض بالاعتماد على أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى