الصحة النفسية

الألم العضلي الليفي.. أسبابه وكيف تتغلب على أعراضه؟

من الآثار المترتبة على الألم العضلي الليفي، صعوبة الإدراك والتفكير المنتظم، كذلك التقلبات المزاجية المختلفة، والتي قد تصل إلى الاكتئاب، لذا من الضروري أن يعمل المريض على مساعدة نفسه، كذلك المحيطون به، لمحاولة التغلب على هذه الأعراض، وتحسين أداء الشخص الوظيفي، وسير حياته اليومية بشكل طبيعي دون أية عراقيل.

متلازمة الألم العضلي الليفي

يُعَرَف الألم الليفي العضلي والذي يعرف أيضًا باسم فيبروميالغيا، بأنه اضطراب يصيب الجسم، يتسبب في إحداث آلام واسعة المدى في جميع أنحاء بنية الجسم العضلية، مما يؤدي إلى شعور الفرد بالإرهاق الدائم، كذلك بعض الاضطرابات المتعلقة بالحالة المزاجية، بالإضافة إلى اضطرابات النوم والذاكرة.

يكون الشخص المصاب بهذا الاضطراب أكثر حساسية وتأثرا مقارنةً بالمحيطين به، وهو ما يسمى بمعالجة إدراك الألم غير الطبيعي، إذ يعتقد الباحثون أن الاضطراب الليفي يزيد من شعور الفرد بالإحساس والألم، من خلال التأثير على طريقة معالجة الدماغ، والحبل النخاعي الناقل للإشارات.

أعراضه

 الألم العضلي الليفي

غالبًا ما تبدأ الأعراض في الظهور بعد وقوع حادث معين، مثل الإصابة الجسدية، أو الإصابة بعدوى والضغط النفسي الشديد، كذلك إجراء جراحة، ولكن هذا لا ينفي إمكانية حدوث الاضطراب وتزايد أعراضه تدريجيًا، دون حدوث أية أسباب محفزة، ويعتقد العلماء أن النساء أكثر عرضة، للإصابة بالتهاب العضل الليفي مقارنةً بالرجال، والذي تتمثل أعراضه فيما يلي:

  • ألم شديد في الوجه والفك، والذي يتضمن الاضطرابات المعروفة باسم متلازمة المفصل الصدغي الفكي.
  • التعب والإرهاق الشديد، إذ يستيقظ الشخص المصاب بالمرض في حالة إنهاك وتعب، حتى وإن استمر نومه فتراتٍ طويلة.
  • ألم شديد وتيبس في جميع أنحاء الجسم.
  • صعوبات في الإدراك والمهام العقلية، حيث يؤثر المرض على تركيز الشخص وانتباهه.
  • الشعور الدائم بالصداع النصفي.
  • تنميل ووخز في القدمين واليدين.
  • الشعور بالاكتئاب، وبعض التقلبات المزاجية دون سبب واضح.
  • ظهور بعض المشاكل المتعلقة بذاكرة الفرد، وقدرته على التفكير.
  • مواجهة بعض المشاكل في الجهاز الهضمي، مثل الانتفاخ وآلام البطن، وفي بعض الحالات يصاب المريض بالإمساك والقولون العصبي.
  • كذلك يصاب مريض الألم العضلي الليفي، بالعديد من اضطرابات النوم المختلفة، مثل متلازمة تململ الساقين وانقطاع النفس النومي.

أمراض مصاحبة

غالبًا ما يصاب مريض الألم الليفي بحالات مرضية أخرى، تتضمن:

أسبابه

 الألم العضلي الليفي

يعتقد العلماء أن تحفيز الأعصاب المتكرر هو المسؤول الرئيسي عن حدوث تغيرات في الدماغ، والحبل النخاعي للأشخاص المصابين بالتهاب العضلات الليفي، وتتضمن هذه التغيرات زيادة هائلة، في مستويات بعض المواد الكيميائية، والتي تكون مسؤولة عن نقل الألم في الدماغ.

فضلًا عن أن مستقبلات هذا الألم في الدماغ، تقوم بإنشاء نوع من أنواع ذاكرة الألم، مما يجعلها حساسة للغاية، الأمر الذي يؤدي إلى مبالغتها في رد الفعل تجاه الإشارات المؤلمة وغير المؤلمة أيضًا، وتتضمن الأسباب المؤدية إلى هذه التغييرات:

العوامل الوراثية

يعد التاريخ العائلي المرضي، من أهم أسباب الإصابة بالألم العضلي الليفي، إذ يصبح الشخص أكثر عرضةً للإصابة، إذا كان قد أصيب أحد أفراد العائلة بالمرض، خاصة الوالدين أو الإخوة.

التعرض لأحداث مؤلمة

قد يتعرض الشخص للألم الليفي إثر إصابته بحالة من العدوى، أو معاناته من بعض الأحداث العاطفية والبدنية، مثل التعرض لإصابات جسدية أو حادث سيارة مؤلم، كذلك الضغط النفسي الذي يستمر فترات طويلة، يمكن أن يجعل الفرد أكثر عرضة للإصابة بالمرض.

زيادة الوزن

تؤدي البدانة وزيادة الوزن بشكل عام، إلى زيادة احتمالية الإصابة بالتهاب العضل الليفي.

اضطرابات أخرى

من العوامل التي تزيد خطر الإصابة بالألم الليفي، أن يكون الشخص مصابًا بمرض الفصال العظمي، أو الذئبة، كذلك التهاب المفاصل الروماتويدي.

طرق العلاج

 الألم العضلي الليفي

تتم معالجة المرض من قبل فريق أطباء الروماتيزم، وهم نخبة من المختصين في الرعاية الصحية لالتهاب الألم الليفي، وأنواع التهابات المفاصل الأخرى، إذ يقومون باتباع عدة وسائل لعلاج المرض، وتتضمن هذه الوسائل:

العلاج الدوائي

يصف الأطباء أولًا بعض أنواع الأدوية ومسكنات الألم، والتي من شأنها تخفيف حدة الألم الذي يشعر به الشخص المصاب، بالإضافة إلى بعض الأدوية المضادة للاكتئاب أيضًا، بهدف تقليل أعراض المرض المتعلقة بالتقلبات المزاجية.

العقاقير المضادة للنوبات المرضية

تلعب العقاقير المضادة للنوبات المرضية، دورًا هامًا في علاج الألم الليفي، مثل الأدوية المخصصة لعلاج نوبات الصرع، والتي من شأنها التأثير بشكل إيجابي، للتخفيف من حدة مواضع آلام معينة في جسم المريض، مما يقلل من شعوره بالعجز والألم خلال قيامه بالمهام الوظيفية.

العلاج الطبيعي

يسهم العلاج الطبيعي بشكل فعال، في علاج آلام الالتهاب الليفي، إذ يعمل العلاج الطبيعي على علاج المريض بالطرق الطبيعية، التي تحسن صحته وتزيد من قوة تحمله، بالإضافة إلى إكسابه المرونة التي يجب أن يتحلى بها لمواجهة أعراض المرض، مما يمكنه من متابعة الأنشطة الضرورية له خلال يومه.

الأنشطة والتمرينات

ينصح الأطباء مرضى الألم العضلي الليفي، بممارسة بعض النشاطات والتمرينات بشكلٍ يومي، خاصةً التمارين الهوائية، وتمارين تقوية العضلات التي يستحب ممارستها في الصالة الرياضية، لضمان بذل أقصى مجهود للفرد، بالإضافة إلى القيام ببعض التقنيات المساعدة في إدارة أعراض الإجهاد والإرهاق، وهو ما يتم من خلال تمارين التأمل مثل التدليك واليوجا.

تحسين عادات النوم

كذلك يسهم تحسين عادات النوم بشكل كبير، في الحد من أعراض الالتهاب، الأمر الذي يتم من خلال تدريب الشخص المصاب، على بعض العادات الصحية خلال روتينه اليومي، والتي يقوم بتطبيقها للتغلب على الإجهاد والتعب، وجميع الآثار المترتبة لعادات النوم السيئة، الناتجة عن المرض.

العلاج الوظيفي

يتضمن العلاج الوظيفي إجراء بعض المحاضرات التثقيفية للمريض، والتي تعتمد بنسبة كبيرة على العلاج السلوكي المعرفي، بهدف التحدث إلى المريض والتركيز على الطرق التي يجب أن يتعامل بها، كذلك تغيير الطرق المتبعة من قبل الأشخاص المحيطين به.

وأخيرًا، يمكن أن يتسبب الإرهاق والألم وعادات النوم السيئة، المرتبطة بالألم العضلي الليفي، في عرقلة الحياة اليومية للمريض، سواء كان ذلك في أدائه الوظيفي داخل المنزل أو خارجه، لذا من الضروري أن يتعامل الأشخاص المحيطون بالشخص المصاب، بمزيد من الهدوء والتركيز، للحد من الإحباط، والقلق الناجم عن الأعراض التي يعاني منها.

المصدر
مصدر 1مصدر 2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى