فوائد

فوائد القرفة الصحية وأعراضها الجانبية

القرفة ليست مجرد نبات استوائي عادي موطنه سيرلانكا، بل هي مزيج مدهش من العلاجات المختلفة، لعدد من المشكلات الصحية والجمالية أيضًا، ما يحفز على ضرورة تناول مشروبها ولو بصورة شبه يومية، للاستفادة من فوائد القرفة العظيمة.

القرفة

تعد القرفة من أكثر التوابل المنزلية المفضلة، حيث استخدمت في جميع أنحاء العالم منذ قرون طويلة مضت، فيما تتمتع هذه التوابل بنكهة لطيفة ورائحة دافئة جعلتها شائعة في الطهي، خاصة في الخبز والكاري.

تأتي التوابل من اللحاء الداخلي لشجرة خضرة صغيرة، حيث يتم تقشير اللحاء ووضعه في الشمس حتى يجف، قبل أن يتجعد إلى لفائف تُعرف بعصا القرفة، علمًا بأنها متاحة كذلك في شكل مسحوق.

عناصر غذائية في القرفة

القرفة
عناصر القرفة

ربما لا يدرك الكثير من البشر تعدد العناصر الضرورية للجسم والمتاحة داخل الغرفة، فبينما تكاد تخلو إلا من القليل من البروتينات والدهون، فإن ملعقة واحدة من القرفة لا تخلو من كم من الفيتامينات والمعادن التي تعد مفيدة على الصعيد الصحي، وخاصة أنها تبقى مدعومة بكم من مضادات التأكسد ومضادات الالتهابات.

تحتوي معلقة واحدة من القرفة على نحو جرام من الألياف الغذائية و2 جرام من الكربوهيدرات، إلى جانب كمية بسيطة من فيتامينات ضرورية مثل فيتامين أ وفيتامين ب وكذلك فيتامين سي وفيتامين د.

من فوائد القرفة أنها تمد الجسم بكم من المعادن لا يمكن تجاهلها، من بينها الكالسيوم الذي يمكن حصد 26 ملليجراما منه عبر ملعقة واحدة، وكذلك البوتاسيوم وبمقدار يصل إلى 11 ملليجراما تقريبًا، في ظل احتواء القرفة كذلك على 6 سعرات حرارية و0.1 بروتين ونحو 0.03 من الدهون.

فوائد القرفة

فوائد القرفة
فوائد القرفة

إن كانت القرفة تأتي مدعومة بهذا الكم من المعادن والفيتامينات، إلى جانب مضادات التأكسد والالتهابات، فإن تعدد فوائدها الصحية يعد منطقيًا، حيث تتمثل تلك الفوائد في:

تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان

أوضحت دراسات بحثية عدة، تابعة لولاية ماريلاند الأمريكية، أن القرفة تحد من احتمالية ظهور خلايا سرطانية، أو أورام لمفاوية بالجسم، حيث تساهم بقوة في تشتيت تلك الخلايا، لتقل فرص انتشارها بالجسم سريعا، إضافة إلى أنها تحمي خلايا القولون من التعرض للتلف، لذا تتراجع فرص الإصابة بـ سرطان القولون بنسب مرتفعة.

خفض نسب الكوليسترول

مع إضافتها للعسل الأبيض، ترتفع قدراتها كثيرا على تقليل نسبة الكوليسترول بالجسم، في غضون ساعات قليلة من تناولها، علما بأنها تعمل من الأساس على تكسير الكوليسترول، الأمر الذي يؤدي لتخفيض نسبه المعتادة مع كثرة تناولها.

حماية القلب والأوعية الدموية

إن كان تقليل مستويات الكوليسترول الضار ممكنًا عبر القرفة، فإن المنتج نفسه قادر على حماية القلب والأوعية الدموية من الكثير من الأزمات الصحية الخطيرة، وخاصة في ظل احتوائها على مركب ألدهيد القرفة، صاحب الدور شديد الأهمية في خفض مستويات ضغط الدم، وهو أمر آخر يصب في مصلحة القرفة دون شك.

تحسين الدورة الدموية

يعمل مركب الكومرين، الذي تشتمل القرفة على نسب مرتفعة منه، على الحد من حدوث أي تجلط بالدم، كان من الممكن أن يؤدي لاحقًا إلى الإصابة بأمراض القلب، مع الوضع في الاعتبار، أنه من الضروري استشارة الأطباء قبل استخدامها كعلاج ما، في حالة تناول أدوية وعلاجات أخرى.

الحد من الحموضة

من فوائد القرفة أنها تعمل على تحسين عملية الهضم، عبر التخلص من الغازات والأكلات من الأمعاء في أسرع وقت، كما يساهم تناول مزيج القرفة والعسل كذلك في تقليل الإحساس بالحموضة، الذي يزعج الكثيرين بعد تناول الطعام، صباحا ومساء.

السيطرة على مستويات السكر

بإمكان القرفة وتحديدًا هذا النوع المعروف باسم القرفة الصينية، أن يسيطر بدرجة أو بأخرى على مستويات السكر في الدم، حيث بدا ذلك مؤثرًا بالإيجاب على الحالة الصحية لبعض مرضى السكري من النوع الثاني، انطلاقًا من دورها المعروف في تقليل مستويات الكوليسترول، علمًا بأن تلك الفائدة تحتاج لإجراء المزيد من الدراسات لتأكيدها.

الوقاية من مرض ألزهايمر

يرى بعض الخبراء أن هناك احتمالية غير قليلة لقيام القرفة بتقليل مخاطر المعاناة من مرض ألزهايمر، حيث يشير الباحثون إلى أن تلك الفائدة الذهنية تأتي عبر بعض المواد المستخلصة من لحاء القرفة، والتي تلعب بفضل خصائصها الفريدة دورًا شديد الأهمية في الوقاية من المرض العقلي الشهير، الأمر الذي أكدته دراسات أجريت على فئران التجارب لكنها تتطلب التأكيد بإجراء المزيد من الأبحاث على البشر.

الحماية من الإيدز

من فوائد القرفة أنها تساهم يومًا في علاج مرض الإيدز الشهير، فبينما لا يمكن الاعتماد على هذا المشروب الشهير من أجل علاج مرض خطير كذلك المعروف بفيروس العوز المناعي البشري، فإن اعتقادات بعض الخبراء والمتخصصين تشير إلى أن المواد المستخلصة من القرفة ربما تستخدم في السنوات القادمة في إنتاج علاج مستقبلي لهذا المرض الشرس.

تقليل فرص المعاناة من التصلب المتعدد

بينما تتمتع القرفة بخصائص ضرورية مضادة للالتهابات، فإن الاستفادة من هذا المشروب الشهير تبقى مطلوبة من أجل تقليل فرص الإصابة بمرض التصلب المتعدد، خاصة وأن تأثير القرفة الإيجابي المختص بالالتهابات يبقى واضحًا على الجهاز العصبي المركزي، ما يزيد من فرص الاستفادة بهذا الشأن رغم الحاجة للمزيد من الأبحاث للتأكد من ذلك.

فوائد القرفة في إنقاص الوزن

بينما يسعى البعض إلى طرق إنقاص الوزن بلا فائدة، ينصح من يرغب في ذلك سريعًا، بأن يقوم بمزج ملعقة من العسل، بنصف معلقة قرفة، قبل أن يغلي هذا الخليط في كوب من الماء، ومن ثم يتناوله قبل الطعام بحوالي 30 دقيقة، ولنحو مرتين يوميًا، الأمر الذي يؤتي بثماره مع الأسبوع الأول من اتباع تلك الطريقة المثالية للتخسيس، الذي يفيد الجسم صحيًا وجماليًا.

تقوية الشعر

من الناحية الجمالية أيضًا، ينصح باللجوء لبعض خلطات القرفة، لأجل تقوية بصيلات الشعر، والحد من فرص تساقطه مع تقدم العمر، حيث يمكن مزج القرفة بزيت الزيتون والعسل الأبيض لتقويته، أو مع اللبن للحصول على شعر أكثر نعومة من ذي قبل.

مقاومة حب الشباب والتجاعيد

فائدة جديدة من فوائد القرفة تأتينا عند خلط العسل الأبيض بالقرفة، حيث يقوم ذلك المزيج متعدد الميزات، بالقضاء على حب الشباب، إضافة إلى أنه ينظف البشرة بكفاءة، كذلك فإن المزج ما بين قرفة وزيت الزيتون يعمل على مواجهة التجاعيد والحد من ظهور علامات تقدم السن بالوجه.

علاج الجروح

كذلك تبدو القرفة مفيدة على مستوى صحة الجلد، حينما تقوم بعمل رائع يخص علاج الجروح، وخاصة المزمنة منها، الأمر الذي يعود الفضل فيه إلى خصائصها المقاومة للبكتيريا، من هنا صار الاعتماد على القرفة في صناعة أدوية التئام الجروح واردًا.

هل هناك أضرار للقرفة؟

القرفة
أضرار القرفة

ربما لا توجد أضرار للقرفة بالمعنى الحرفي، إلا أن المعاناة من بعض الأعراض الجانبية لهذا المشروب الشهير قد تحدث عند الإفراط في الحصول عليه، ما يكشف عن أهمية الاتزان وإلا حدثت الأزمات التالية:

الحساسية والتهيج

هو الضرر الأول الذي قد يصيب البعض عند الإفراط في الحصول على القرفة، حيث يؤدي ذلك إلى الإصابة ببعض التهيج والالتهاب في الفم والشفاه، هذا إلى جانب ضرورة تجنب القرفة بالنسبة لمن يعاني من الحساسية تجاهها، وإلا أدى لمسها بأي مناطق الجلد إلى إصابته بالاحمرار والتهيج الملحوظ.

التسمم

من الوارد أن تتسبب القرفة في بعض الظروف النادرة، في إصابة البعض بالتسمم، ما يحدث إن كان المرء يعاني من الأصل من بعض المشكلات الصحية في الكبد، والسر في مركب الكومارين الذي يؤدي في بعض الحالات شديدة الندرة إلى تحفيز مشكلات الكبد، رغم وجود كميات قليلة منه بالقرفة.

أزمات سكر الدم

على الرغم من الدور الإيجابي المذكور مسبقًا للقرفة، والممثل في السيطرة على مستويات السكر في الدم، فإن الأمور قد تنقلب رأسًا على عقب إن بالغ مريض السكري في الحصول على القرفة في ظل حصوله بالفعل على بعض الأدوية العلاجية لأزمته، حينها قد ينخفض مستوى السكر بصورة زائدة عن الحد الطبيعي، لتبقى استشارة الأطباء ضرورية قبل الاعتماد على هذا المشروب كعلاج.

التعارض مع الأدوية

ينصح بشكل عام باستشارة الطبيب عند الحصول على أدوية علاجية قد تتعارض مع مكملات القرفة، إذ تبدو مضرة في بعض الحالات التي يتم فيها الحصول على أدوية السكري والقلب أو مضادات تخثر الدم، مع الوضع في الاعتبار أن تناول القرفة بالنسبة للنساء الحوامل أو الأطفال الصغار يبقى غير مطلوب، في ظل عدم وجود الكم الكافي من الأبحاث العلمية التي تؤكد عكس ذلك.

في الختام، تبدو فوائد القرفة متعددة، بما تحمل من كم غير بسيط من المعادن والفيتامينات المدعومة بخصائص مضادة للأكسدة والالتهابات، إلا أن استشارة الأطباء قبل تناولها كعلاج أو بشكل دائم تبقى مطلوبة في حالة المعاناة مسبقًا من أي أمراض، حتى لا تزداد الأزمة سوءا بدلًا من السيطرة عليها.

المصدر
مصدر 1مصدر 2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى