عجائب

صدق أو لا تصدق.. جماد «يلد» وآخر «يبيض»

كتبت — إسراء حمدي

تعتبر الولادة من أخص خصائص الكائنات الحية، وهي مما ميزها الله بها عن الجماد، ولكن لكل قاعدة استثناء، وهناك في سلسلة جبال «فريتا» شمال البرتغال ستجد هذا الاستثناء.

ففي ظاهرة جيولوجية نادرة وفريدة من نوعها، توصل العلماء إلى كتلة  حجرية ضخمة تقذف أحجارا صغيرة بحجم الحصى بشكل دوري، وقد عرفت هذه الظاهرة باسم «الصخور التي تلد».

الصخرة الأم

جمادات "تلد" وأخرى "تبيض".. أغرب الظواهر الطبيعية

هي نتوء جرانيتي يبلغ قياسها حوالي 1000 متر × 600 متر، ويغطى سطحها بعقيدات «انتفاخات» صغيرة على شكل أقراص ثنائية الوجه تتراوح ما بين 2–12 سم، وتنفصل هذه العقيدات عن الصخرة الأم بسبب تآكلها جراء التعرض للهواء و التعرية، تاركة النقوش الداكنة على السطح.

وتتكون هذه الصخور الصغيرة من نفس العناصر المعدنية للصخرة الأم، مع اختلاف طبقته الخارجية المكونة من «البيوتايت»، وهو من أهم عناصر مجموعة «الميكا»، وأوسعها انتشارا ومقاومته الميكانيكية قليلة جدا.

التفسير العلمي

جمادات "تلد" وأخرى "تبيض".. أغرب الظواهر الطبيعية

بحلول فصل الشتاء تتجمد مياه الأمطار المتسربة إلى شقوق «الميكا»، وتستمر في التمدد كل شتاء حتى تتعمق في «البيوتايت» أكثر فأكثر، مما يزيد من الشقوق داخل الصخرة ويؤدي إلى تخلص العقيدات من صخور الجرانيت إجباريا، وتستغرق هذه الظاهرة المئات من فصول الشتاء حتى تحدث.

بالنسبة للسكان المحليين ترمز تلك الصخرة الأم التي تلد إلى الخصوبة؛ حيث يعتقدون أن النساء اللاتي يرغبن في الحمل يمكن أن تزيد فرصتهن، بوضع إحدى الصخور الصغيرة تحت الوسادة أثناء النوم، وقد تم نقل هذه الصخور من موقعها وأصبحت جزءا من حدائق «أروكا الجيولوجية»، واعترفت بها اليونيسكو لأهميتها الجيولوجية، وبالرغم من التحذيرات الصارمة التي أصدرتها بشأنها إلا أن الزوار يستمرون في أخذ العينات منها أثناء زيارتهم.

ظاهرة أخرى

جمادات "تلد" وأخرى "تبيض".. أغرب الظواهر الطبيعية

ومنذ فترة قريبة تم تداول قصة أخرى عبر وسائل الإعلام، حول ظاهرة «الجرف الذي يبيض» في الصين، حيث يقوم الجرف بطرد أحجار كبيرة على هيئة بيضة كل 30 عاما، ويعتقد أن حجم البيضة أكبر وأثقل بكثير من الأحجار الصغيرة التي تقذفها «الصخرة الأم»، وفقا لما ذكره سكان المنطقة؛ حيث يتراوح قطرها بين 30–60 سنتيمترا ويقدر وزنها بـ300 كيلوغرام، ولا يزال هناك ما يقرب من 70 بيضة معلقة على وجه الصخور استعدادا للخروج في غضون بضعة عقود.

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى