شخصيات مؤثرةثقافة ومعرفةملهمات

«القط سيمون».. أنقذ سفينة حربية وحصل على وسام الشجاعة

البطولة والشجاعة، صفتان لا يتصف بهما الكثير من البشر، ولا يشترط في من يتصف بهما القوة وضخامة الجسد، فربما جاءتا ممن لا يتوقعه أحد، لضآلة جسمه وحجمه، بل ربما اتصف بهما من لا ينتمي للجنس البشري أصلا مثل القط سيمون البطل، ألم تسمع حقا عن وسام ديكين؟

وسام «ديكين» للشجاعة

"القط سيمون".. يطارد الفئران وينقذ السفينة خلال الحصار

في بريطانيا، تم إنشاء جائزة لتكريم هؤلاء الأبطال في مملكة الحيوان، والذين قاموا بواجبات ملحوظة، وأدوا أدوارا مهمة في أكثر الأوقات شدة وبأسا، وعرفت الجائزة باسم وسام ديكين، أو ميدالية ديكين، كما عرفت أيضا باسم «صليب فكتوريا للحيوانات»، تيمنا بالوسام العسكري الأعلى في بريطانيا والذي يعرف باسم «صليب فيكتوريا»، والذي لا يمنح إلا للأبطال فقط.

هذا الوسام أطلقته «العيادة الشعبية للحيوانات المريضة»، وهي منظمة خيرية لرعاية الحيوانات، أسستها ماريا ديكين أثناء الحرب العالمية الثانية، وقد ساهمت هذه المنظمة مساهمات كبيرة خلال الحرب، ومن ثم قررت منح وسامها للشجاعة، لبعض الحيوانات التي استطاعت الصمود في أحلك الأوقات، وقدمت خدمات عظيمة للقوات المسلحة البريطانية.

وقد منحت الميدالية للأبطال من الحيوانات 64 مرة، منها 54 مرة بين عامي 1943 و1949، كان للطيور منها النصيب الأكبر؛ إذ حصل الحمام على 32 ميدالية، وحصلت الكلاب على 28 ميدالية، و3 ميداليات للخيول، وأخيرا القط الأشهر سيمون، الذي حصلت على الميدالية خلال الحرب الأهلية في الصين.

القط سيمون

"القط سيمون".. يطارد الفئران وينقذ السفينة خلال الحصار

واحد من هؤلاء الأبطال الذي منحوا وسام ديكين كان القط سيمون، الذي تواجد على متن السفينة الحربية البريطانية «إتش إم إس أميثيست» HMS Amethyst، خلال حادث اليانغتسي عام 1949، عندما كانت السفينة أميثيست في طريقها من شانغهاي إلى نانكينغ، في الـ20 من أبريل، وتعرضت لإطلاق نار من قبل جيش التحرير الشعبي الصيني، ما أدى إلى احتجازها على نهر اليانغتسي، وكانت الحرب الأهلية الصينية على أشدها، وقتها ظهرت بطولة سيمون.

أصيب سيمون أثناء إطلاق النار إصابات بليغة، فقام الناجون من طاقم السفينة الطبي بتطهير جروحه، وأزالوا أربع شظايا من جسده الصغير، ومع هذه الإصابات البالغة؛ إلا أن سيمون نجح في البقاء على قيد الحياة، وبينما كانت السفينة ترسو في النهر، اجتاحت الفئران السفينة الرابضة، فتولى سايمون مهمة إبعادها والقضاء عليها، والحفاظ على المخزون المتبقي من الطعام. والذي يكفي بالكاد أثناء فترة الحصار التي امتدت لـ100 يوم.

"القط سيمون".. يطارد الفئران وينقذ السفينة خلال الحصار

كان إسهام سيمون هذا لا يقدر بثمن، وكان سببا في الحفاظ على أرواح الكثير من الجنود، وبعد نجاة السفينة البريطانية وعودتها إلى البلاد، أدخل سيمون إلى الحجر الصحي، وأصيب أثناء ذلك بفيروس ناجم عن الجروح التي تلقاها على متن السفينة، ولم تنجح محاولات إنقاذه، فتوفي في 28 نوفمبر 1949، إلا أنه حصل على ميدالية ديكين بعد وفاته، ودفن مع مرتبة الشرف العسكرية الكاملة، وحضر المئات بما في ذلك طاقم السفينة كاملا جنازته.

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى