عجائبثقافة ومعرفة

وأخيرا حل لغز برج بيزا.. سر ميله هو سر بقائه!

برج بيزا المائل.. أحد عجائب الدنيا السبع، وواحد من أكثر الألغاز التي حيرت العلماء على مدى عقود وقرون من الزمان، ولكن على ما يبدو أن الأمر لم يعد لغزا، فقد تم الكشف أخيرا عن سر بقاء هذا البرج طيلة أكثر من 600 عام، وصموده في وجه الزلازل، على الرغم من ميله الواضح للعيان.

برج بيزا المائل

كشف لغز برج بيزا

يقع البرج بمدينة بيزا في ولاية توسكانا الإيطالية، وقد بدأ بناؤه عام 1173 ميلادية، واستمر قرابة الـ200 عام، وكما هو واضح من الاسم؛ فإن البرج الذي تمتد أساساته إلى 3 أمتار فقط تحت الأرض، يميل بمقدار 5.5 درجة تقريبا، وذلك قبل أعمال الترميم التي تمت به نهاية القرن الماضي، والتي وصلت بعدها درجة الميل إلى 4 درجات تقريبا.

يتكون البرج من ثمانية طوابق، بنيت من الرخام الأبيض على الطراز الروماني، ويبلغ ارتفاعه حوالي 56 مترا، وقد بني في الأساس كبرج أجراس مستقل خاص بكاتدرائية مدينة بيزا.

اللغز

كشف لغز برج بيزا

يعزو الخبراء السبب الرئيسي لميلان برج بيزا إلى التربة الرخوة التي أقيم عليها، والمكونة من الرمال الناعمة والطين، والتي بدأت في الهبوط مبكرا مع مراحل البناء الأولى، ولكن يبقى اللغز، كيف ظل هذا البرج قائما على حالته تلك، على الرغم من تاريخ المنطقة الإيطالية الوسطى الحافل بالزلازل القوية والمدمرة.

دراسات وأبحاث

كشف لغز برج بيزا

بقيادة جامعة روما تري، ذهب التحقيق إلى ما هو أبعد من الدراسات السابقة عن استقرار البرج غير المتوقع، من خلال تحليل السجلات الهيكلية، والبيانات الزلزالية المتاحة، ودراسة الخصائص الفيزيائية والميكانيكية والكيميائية لمواد البناء والصخور والتربة تحتها.

وقد أوضحت النتائج التي سيتم تقديمها في المؤتمر الأوروبي السادس عشر لهندسة الزلازل الشهر المقبل في اليونان، أن قدرة البرج على تحمل الاهتزازات الزلزالية القوية، تأتي من ظاهرة تسمى التفاعل الديناميكي للتربة (DSSI).

نفس السبب

كشف لغز برج بيزا

بشكل أساسي، وبسبب التفاعل الحاصل بين ارتفاع البرج والتربة اللينة التي يرتكز عليها، بالإضافة إلى صلابة الرخام الذي يشكل معظم بنيته؛ فإن ذلك أدى إلى تعديل الخصائص الاهتزازية للبرج بشكل جوهري، بحيث لا يرتج أو يتأثر في ظل الموجات الزلزالية المحيطة به تحت الأرض، ما يعني أن التربة التي كانت سببا لميلانه منذ إنشائه، هي نفس السبب في بقائه صامدا حتى الآن!

وقال البروفيسور جورج مايلونكيس من كلية الهندسة المدنية في بريستول، والذي قاد فريق البحث في دراسته الحديثة: «من المفارقات أن التربة نفسها التي تسببت في عدم استقرار البرج وميلانه، ودفعت به إلى حافة الانهيار، يمكن أن نعزوا إليها الفضل في مساعدته على البقاء والنجاة من هذه الأحداث الزلزالية».

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى