عجائبثقافة ومعرفة

تجربة مارشميلو العجيبة.. كيف يصبح التأجيل مفيدًا للإنسان؟!

يصف أطباء علم النفس وخبراء التنمية البشرية، التأجيل بأنه أخطر الأسلحة التي يدمر بها المرء نفسه، إلا أن تجربة مارشميلو ستانفورد الشهيرة، ألمحت إلى تأجيل من نوع آخر، يمكنه أن يفرز للمجتمع شخصا هو الأكثر نجاحا وليس العكس.

تجربة مارشميلو ستانفورد

في ستينيات القرن الماضي، فاجأ الأستاذ من جامعة ستانفورد البحثية الأمريكية، والتر ميشيل، العالم بأسره، بتجربة غيرت الكثير من المفاهيم، وألمحت إلى أحد أسرار النجاح في المستقبل، حيث أطلق عليها تجربة مارشميلو ستانفورد منذ ذلك الحين.
أجرى مايكل وفريقه تلك التجربة، بوضع مئات الأطفال الصغار الذين لا تتجاوز الـ5 أعوام، في اختبارات نفسية مدروسة بعناية، حيث وضع كل طفل على حدة بغرفة تحتوي على كرسي أمام منضدة تحمل قطعة من المارشميلو، وهي أحد أفضل أنواع السكاكر المحببة في الولايات المتحدة للأطفال.
يدخل أحد الخبراء إلى الغرفة، ليعقد صفقة مع الطفل الجالس على كرسيه، حيث يبلغه بأنه سيتركه وحده أمام المارشميلو، فإن لم يتناولها، فسيحصل عليها إضافة إلى قطعة أخرى، أما إن لم يستطع المقاومة، فسيحرم من القطعة الإضافية، الأمر الذي انتهى بتناول بعض الأطفال المارشميلو دون انتظار، ومقاومة البعض الآخر لدقائق قبل تناولها أيضا، فيما بقيت مجموعة نجحت في تأجيل فوزها بالسكاكر، لتتمتع في النهاية بقطعتين وليست قطعة واحدة فقط.

النتيجة بعد سنوات

في عام 1972، علم العالم بأمر تجربة مارشميلو ستانفورد الرائدة، إلا أن النجاح الحقيقي لتلك التجربة لم يحدث إلا بعد مرور سنوات وسنوات أخرى، حين تعقب الباحثون مصير الأطفال الصغار الذين شاركوا في التجربة، ولكن بعد أن صاروا شبابا يافعين، لتظهر الفوارق بين المجموعة الأولى التي تناولت المارشميلو فور مغادرة الخبراء للغرفة، وبين مجموعة أخرى قاومت رغبتها حتى النهاية.
اكتشف العلماء أن المجموعة الثانية، والتي تعد الأكثر صبرا وذكاء، حققت درجات علمية أعلى من غيرها من الناحية الدراسية، إضافة إلى مستويات أفضل فيما يخص التحكم في الغضب والتوتر وكذلك السمنة، وبجانب علاقات اجتماعية صحية مع أفراد أسرتها.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تعقب العلماء المتطوعين من جديد، ولكن بعد 40 عاما كاملا من إجراء الدراسة، لتكتشف نجاح أفراد المجموع الثانية، التي انتظرت الفوز بقطعتين من المارشميلو بدلا من واحدة، في شتى مجالات الحياة، بالمقارنة بالمجموعة الأولى، الأمر الذي لخصته الدراسة الأمريكية الرائدة في النهاية، عندما أشارت إلى التحكم في الذات وتأجيل الرغبات للوقت المناسب، باعتباره من أبرز الأمور التي تحدد إما نجاح الفرد في حياته، وإما البقاء على نفس الحال دون تطور ملحوظ.

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى