عجائب

بعد 14 سنة بين النفايات.. كيف انتهت حياة “الأخوين كولير” بطريقة درامية؟

تضم مدينة نيويورك العشرات من المنتزهات الصغيرة المنتشرة في جميع أنحاء المدينة، لذا يعد وجود “منتزه الأخوين كولير” في قلب هارلم داخل مدينة نيويورك أمرا معتادا، ولكن الأمر غير المعتاد هو قصة الأخوين اللذين سميت الحديقة باسمهم.
بعد 14 سنة بين النفايات.. كيف انتهت حياة "الأخوين كولير" بطريقة درامية؟

ولد كل من هومر ولانجلي كولير في ثمانينيات القرن التاسع عشر، لواحدة من أكثر العائلات الكبرى في نيويورك، وكان والدهم طبيبا نسائيا بينما كانت أمهم مغنية أوبرا سابقة.

توفي الدكتور كولير في عام 1923، وتبعته زوجته في عام 1929، تاركة ملكية المنزل للأخوين، وعلى مدى السنوات الأربع التالية، عاش هومر ولانغلي حياة طبيعية جدا مع الجيران، حيث كان هومر محاميا وكان لانغلي مهندسا، إلا أنه لم يمارس مهنته، وبدلا من ذلك فضل تكريس وقته للموسيقى وعزف البيانو.

بعد 14 سنة بين النفايات.. كيف انتهت حياة "الأخوين كولير" بطريقة درامية؟

فقد هومر بصره في عام 1933، بسبب نزيف في مؤخرة عينيه، ما دفع أخوه لانجلي إلى ترك وظيفته حتى يتمكن من رعاية أخيه، وبدأ الاثنان بالانسحاب تدريجيا من المجتمع، والاختفاء عن الأنظار، وصاحب ذلك تغييرات مفاجئة في الحي، بسبب الكساد العظيم الذي غير اقتصاديات المجتمع بشكل كبير، إضافة إلى هجرة أعداد كبيرة من الأمريكيين الأفارقة إلى الحي واستيطانهم فيه.

بعد 14 سنة بين النفايات.. كيف انتهت حياة "الأخوين كولير" بطريقة درامية؟

ومع غرابة أطوراهم وانعزالهم عن الناس واتجاههم نحو الجنون بخطى ثابتة، بدأ المراهقون في التربص بهم وإلقاء الحجارة على نوافذهم ومضايقتهم، في نفس الوقت الذي كان لانغلي يقضي معظم وقته في تصميم اختراعات مختلفة وعجيبة، مثل جهاز لتنظيف البيانو، وجهاز لتوليد الكهرباء، كما انشغل بوضع الفخاخ المتفجرة في جميع أنحاء المنزل، لمنع دخول أي شخص عليهم، وسرعان ما أصبح المنزل متاهة من الأنفاق المعقدة المكونة من الصناديق والخردوات والقمامة، وذلك بعد أن فقدوا مقومات الحياة من ماء وغاز وكهرباء أيضا، بسبب عدم تسديدهم الفواتير.

بعد 14 سنة بين النفايات.. كيف انتهت حياة "الأخوين كولير" بطريقة درامية؟

كان لانغلي يخرج من المنزل بعد منتصف الليل، ويجوب المدينة للحصول على الطعام له ولأخيه الأعمى، كما قام بتخزين آلاف الأعداد من الصحف والمجلات بعناية، حتى يتمكن أخوه من مطالعتها وإدراك ما فاته من أخبار بمجرد أن يستعيد بصره، إذ كان لانغلي واثقا من أن شقيقه سوف يتعافى ويسترد بصره بسبب علاجه المبتكر، والمكون من 100 حبة برتقال في الأسبوع والخبز الأسود وزبدة الفول السوداني!

بعد 14 سنة بين النفايات.. كيف انتهت حياة "الأخوين كولير" بطريقة درامية؟

بالطبع لم تنجح وصفة لانغلي، وبدأت صحة هوميروس في التدهور، وأصيب بالشلل بسبب الروماتيزم الالتهابي، حتى جاء مارس من العام 1947 عندما أبلغ شخص مجهول عن رائحة تحلل قادمة من منزل الأخوين كولير، وعندما وصل رجال الشرطة لم يتمكنوا من دخول المنزل في البداية، حيث كان هناك جدار صلب من الخردوات والصحف القديمة والأسرة والكراسي والصناديق أمام المدخل.

بعد 14 سنة بين النفايات.. كيف انتهت حياة "الأخوين كولير" بطريقة درامية؟

في نهاية المطاف تم فتح نافذة في الطابق الثاني، وبعد خمس ساعات من التسلق وسبر أغوار الآلاف من قطع الخردوات والقمامة والمخلفات، تم العثور على جثة هومير كولير في قبو وقد مات من الجوع، في ظل اختفاء غامض لأخيه لانغلي.

بعد 14 سنة بين النفايات.. كيف انتهت حياة "الأخوين كولير" بطريقة درامية؟

بدأت عملية مطاردة ضخمة للانغلي وتفتيش في كل مكان داخل وخارج المدينة، بالتزامن مع إفراغ المنزل من محتوياته الغريبة التي شملت عظاما آدمية وجهاز أشعة وعربات أطفال والكثير من البنادق وأكثر من 25,000 كتاب وأعضاء بشرية و8 قطط حية ومئات الأمتار من الحرير غير المستخدم و14 بيانو وأعدادا لا حصر لها من الصحف والمجلات، ونفايات أخرى بلغ إجمالي وزنها قرابة الـ120 طنا، وسط حشد من المتفرجين يضم أكثر من ألفي شخص خارج المنزل، لمشاهدة هذه الجهود الجبارة وما حواه هذا المنزل الغامض.

بعد 14 سنة بين النفايات.. كيف انتهت حياة "الأخوين كولير" بطريقة درامية؟

وبعد أسبوعين من أعمال الإزالة عثروا على جثة لانغلي كولير، على بعد 10 أقدام فقط من مكان وفاة أخيه الأكبر، ويبدو أن لانغلي قد سقط ضحية واحد من أفخاخه الخاصة، حيث تم سحقه تحت كومة هائلة من الصحف والصناديق المعدنية، وهو في طريقه لجلب الطعام لأخيه.

تم هدم المنزل في يوليو من نفس العام، وفي عام 1965 أصبح الموقع الذي تبلغ مساحته 140 مترا مربعا واحدا من أبرز المنتزهات الصغيرة في مدينة نيويورك.

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى