ثقافة ومعرفة

نابليون وجوزفين.. وقصص رومانسية تاريخية لم تعرف «النهايات السعيدة»

ترى الدكتورة روز شراوت، المختصة بعلم النفس بجامعة أوهايو الأمريكية، أن التوتُّر أحيانًا يلعب دورًا رئيسيا في انهيار العلاقات الرومانسية، مضيفة أن جميع الأزواج يعانون التوتر في فترة ما من علاقتهم، لأسباب عدة، منها مشاكل العمل، الأصدقاء، أو حتى من الخلافات الطبيعية بين الزوجين أنفسهم، بسبب الاختلاف الفطري ما بين احتياجاتهم.

تؤكد روز أن الاستمرار في علاقة متوترة دون رغبة حقيقية في الحل، سيؤول بنهاية المطاف إلى احتمالية انهيار العلاقة تماما، لكن فقط تخيّل، ماذا يمكن أن يحدُث حين تضطرب علاقات عاطفية ما بين شريكين يمتلكان السلطة والقوة الكافية لإلحاق الضرر ببعضهما البعض؟ لا تقلق سنعطيك الإجابة.

زواج المصلحة غالبا لا يدوم

قصص رومانسية
الملكة ماري، ملكة اسكتلندا ولورد دارنلي

بحلول عام 1565، كانت الملكة ماري، ملكة اسكتلندا قد قررت الزواج من ابن عمها الأول هنري ستيوارت الذي حمل لقب لورد دارنلي، في خطوة بدت مثالية للطرفين، فدارنلي كان طامعا بالعرش الإنجليزي، وبذلك الزواج كانت ماري لتصبح الوريثة الشرعية الرسمية لابنة عمها الملكة إليزابيث، ملكة إنجلترا.

وعلى الرغم من كون دارنلي رجلا وسيما، فارع الطول، شعرت ماري أنها اتخذت خطوة خاطئة، لأنه ومع مرور الوقت أظهر الجانب السيئ لديه، فقد كان متعجرفا وعنيفا، كما أن طمعه بالسلطة جعله يطالب ماري بأن تتم تسميته بملك الاسكتلنديين وشريك ماري في الحُكم، وهو ما أثار غضب الملكة ماري ومن حولها من النبلاء.

حقيقة؛ سرعان ما انتهى ذلك الزواج، وتحول طمع دارنلي في العرش إلى رغبة في الانتقام، فقرر أن يأخذ الأمر على عاتقه، وفي مارس من العام 1566، أي بعد عام واحد من زواجهما، اقتحم دارنلي غرفة الطعام الخاصة بالملكة وسط حشد من مؤيديه، وقام بطعن سكرتيرها الخاص، وصديقها المقرب المدعو ديفيد ريزو حتى الموت أمام أنظارها، على الرغم من علمه بأنها حامل بطفل من صلبه.

عقب ذلك بعام تقريبا، وتحديدا في فبراير 1567، حدث انفجار ضخم بأحد المنازل، وعُثر وقتئذ على جثة لورد دارنلي داخل البستان، دون أي علامات على أنه قد لقى حتفه نتيجة للانفجار نفسه، لذلك استنتج الجميع بأنه تم اغتياله، وسرعان ما ألقيت التهمة على الملكة ماري، حيث ساد الاعتقاد بأنها من أمر بقتله.

عن الغيرة الخلّاقة

قصص رومانسية
اللورد بايرون والليدي كارولين

أثار اللورد بايرون والليدي كارولين لامب، زوجة رئيس الوزراء، ضجة كبيرة داخل المجتمع الجورجي بسبب علاقتهما الرومانسية الواضحة بين مارس وأغسطس من العام 1812.

لم تستطع كارولين أن تمنع نفسها من الوقوع في حب بايرون على الرغم من الإحساس الذي تملكها منذ أول لقاء بينهما بأنه رجل خطير لا يجب الارتباط به، لكنهما أصبحا عشاقا في النهاية.

كانت علاقة كارولين وبايرون حادة جدًا وتضمنت غيرة شديدة، مما أدى إلى تجدد النقاشات العنيفة بينهما، ليتخذ بايرون قرارا نهائيا بقطع هذه العلاقة تماما، في ذلك الوقت، قرر زوج كارولين ‑لورد ميلبورن- أن يخفف من الضجة التي تثيرها زوجته بالمجتمع، فقام باصطحابها إلى أيرلندا، لتبدأ المشكلة الحقيقية.

حين عادت الليدي إلى إنجلترا مجددا عام 1813، حاولت استعادة علاقتها مع اللورد بايرون، الأمر الذي قوبل برفض تام من جهته، حيث قام بتوبيخها علنا في أول لقاء جمعهما وجها لوجه، بينما ردت هي بقطع أحد معصميها.

استمر سلوكها غير المستقر وقامت بمحاولات عديدة لزيارة بايرون في منزله، حتى إنها كتبت «تذكرني!» داخل أحد كتبه، وردًا على ذلك، كتب بايرون قصيدة كاملة هجاء لكارولين تضمنت عبارات تشير إلى كذبها على زوجها وإلى إدمانها له.

في العام 1815، تزوج بايرون من أنابيلا ميلبانكي، ابنة عم كارولين، ليضع حدًا قاطعا بينها وبينه، لترد كارولين أخيرًا بنشرها رواية «جيلنارفون» التي كانت عبارة عن هجوم مغطى على بايرون وعلى المجتمع الذي رفض علاقتهما العاطفية منذ اللحظة الأولى.

حين يحب نابليون بونابرت

قصص رومانسية
الإمبراطور نابليون بونابرت وجوزفين

غالبًا ما يتم الاحتفاء بقصة حب نابليون وجوزفين لكونهما شغوفين ورومانسيين، لكنها في الواقع كانت أيضًا صاخبة وحادة،

التقى نابليون وجوزفين للمرة الأولى عام 1795 خلال حفلة أقامها بول باراس، عشيق جوزفين، ومعلم نابليون، افتتن نابليون بجوزفين منذ الوهلة الأولى، على الرغم من كونها تكبره بـ6 سنوات كاملة، إلا أن ذلك لم يمنعه من الزواج بها مدنيا في باريس عام 1796.

بعد زواجهما بيومين فقط، رحل نابليون في حملته العسكرية الأولى إلى إيطاليا، لكنه كان يداوم على بعث رسائل حب ومواساة لزوجته، التي لم تكن تجيب على رسائله نظرًا لانشغالها بأمور المنزل، بالطبع لم يقتنع نابليون بذلك، وزاد الطين بلة بعض الشائعات عن خيانتها له، ليكتب لها رسالة كان نصها.. «أنا لا أحبك، على العكس تماما أنا أكرهك».

على الرغم من كلماته، كان نابليون لا يزال يحب جوزفين لكنه لم يعد يثق بها، رغم أنها بقيت وفية له حتى النهاية، لكن المشكلة الأكبر التي واجهها الزوجان هي حقيقة أن جوزفين فشلت في إنجاب الوريث الذي يحتاجه نابليون، لذلك قرر أن يطلقها في نوفمبر 1809، وهو خبر تسبب في انهيارها تماما.

حتى بعد انتهاء علاقتهما، ظل نابليون يهتم بجوزفين ويتأكد من أنها كانت آمنة ماليًا لبقية حياتها، وعندما فارقت الحياة في عام 1814، حبس نابليون نفسه لمدة يومين ويقال إن كلماته الأخيرة على فراش الموت كانت: «فرنسا، الجيش، قائد الجيش.. جوزفين».

صراع القوى

قصص رومانسية
الملك هنري الثاني والدوقة إليانور

دعنا نخبرك بعض التفاصيل لتدرك حجم الشخصيات التي نتحدث عنها كانت إيلانور دوقة آكيتاين، سيدة ثرية وقوية وملكة سابقة لفرنسا، بينما كان الملك هنري الثاني كونت أنجو ودوق نورماندي، ووريث العرش الإنجليزي، ظاهريًا، بدا أن إليانور وهنري يمتلكان كل ما يحتاجانه ليصبحا زوجين مثاليين بالعصور الوسطى حيث السلطة والنفوذ أهم من أي شيء آخر.

كان زواجهما المفاجئ في عام 1152، بعد 8 أسابيع فقط من طلاق إليانور من الملك لويس السابع ملك فرنسا، مثيرًا للجدل ‑ولسنا متأكدين إذا ما كان قرارًا سريعًا أو متعمدا- لا يزال الأمر محل نقاش حتى اليوم.

أنجب هنري الثاني وإليانور 5 أبناء و3 بنات، ولكن على الرغم من تأمين سلالتهم، كانت علاقة إليانور وهنري مضطربة، ربما بسبب رغبة الزوجة في التدخل في شؤونه.

في عام 1168 أي بعد 16 عاما من زواجهما، انفصلا وعادت إليانور إلى بواتييه في آكيتاين لحكم أراضيها، حتى وصل أبناؤها الصغار عام 1173 بعد التمرد على والدهم، ليرد هنري على ذلك ردا عنيفا، حيث اتهم إليانور بدعمها لتمرد أبنائه عليه، فقام بوضع إليانور قيد الإقامة الجبرية، حيث بقيت حتى أطلق ابنها ريتشارد سراحها عام 1189 بعد وفاة هنري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى