رمضانيات

رمضان في الصين.. شاي وبطيخ للإفطار ولا مكان للهلال

لكل دولة عاداتها وطقوسها الخاصة لاستقبال شهر رمضان الكريم، والاحتفال بأيامه وإحياء لياليه، ويأتي المسلمون في الصين والذين يتخطون حاجز الـ120 مليون مسلم، بتقاليد خاصة كالعادة لتميزهم عن غيرهم من الشعوب المسلمة، على الرغم من تضييق الخناق عليهم من قبل الحكومة الشيوعية.

رمضان أو «باتشاي» كما هو معروف في الصين 30 يوما غير قابلين للنقصان، ويلتزم مسلمو الصين بصيام الـ30 يوما بالتمام والكمال، إذ تحدد الجمعية الصينية الإسلامية في بكين مطلع الشهر ونهايته بالحسابات الفلكية، لا باستطلاع الأهلة كما هو معمول به في الدول العربية والإسلامية.

"باتشاي" في الصين.. الشاي والبطيخ على الإفطار وعادات لم تتغير

وتبدأ الاستعدادات قبل دخول شهر رمضان بفترة يسيرة، حيث يقوم المسلمون بحملة تنظيف واسعة للمنازل بالكامل من الداخل والخارج، حتى الأسقف والجدران، ثم تزيينها باللوحات القرآنية والشعارات الدينية والرمضانية، وتتهيأ المساجد بالزينة والأنوار والأعلام الملونة، ويستبدل السجاد الجديد بالقديم، وينشط رجال الدين قبل شهر رمضان، وتبدأ حلقات دينية من الدروس اليومية الخاصة بالصيام وأحكامه، وأخلاق الصائمين ومعاملاتتهم، وحث الناس على الطاعات واستغلال الشهر الكريم، كما ينشط رجال الأعمال ميسوري الحال وينفقون بسخاء على الفقراء وتزداد الجهود الخيرية، ويتسارع كل ذي قدرة على الصدقة والبذل والتكافل.

"باتشاي" في الصين.. الشاي والبطيخ على الإفطار وعادات لم تتغير

وكما هو الحال في جل دول العالم الإسلامي، تنظم الأقلية المسلمة في الصين موائد الإفطار الجماعي؛ لزيادة الأواصر والروابط فيما بينها، في دولة يشكل عدد سكانها ربع سكان العالم تقريبا، وتأتى المائدة الصينية الشهيرة بتصميم دائري متحرك، مليئة بأصناف الطعام الصيني دون إسراف وتبذير، ويأتي الإفطار على مرحلتين أيضا، وتكون البداية مع الشاي الأخضر أو الأحمر المحلى بالسكر، ويتناولون البطيخ، ثم يتوجهون إلى المساجد لأداء صلاة المغرب جماعة، ومن ثم يعودون لاستكمال وجبة الإفطار التي تخلو من الكوليسترول؛ لابتعاد الصينيين عن الدهون في طبخ الطعام.

"باتشاي" في الصين.. الشاي والبطيخ على الإفطار وعادات لم تتغير

يعتمد الصينيون بشكل أساسي على الأرز الأبيض المسلوق عن طريق التبخير، كما يعتبر لحم الضأن المشوي من أبرز الأكلات المشهورة بين المسلمين في الصين على مائدة الإفطار، وتعتمد أصناف الحلويات الرمضانية على التمر وبعض الفواكه الاستوائية التي يندر وجودها في الأسواق العربية، مثل: الدوريان والنجمة والكيوانو والمانجوستين والرامبوتان، ومن أشهر الحلويات التي يتناولها المسلمون في الصين كعكة المعجنات المصنوعة من التمر والزبيب والمشمش المجفف والسكر والسمسم، وهناك أيضا عجينة السكر والعسل.

الصوم في الصين واجب في بداية البلوغ بالنسبة الجنسين وربما قبلها، ولا يقبل عذر الممتنع عن الصيام ويقابل بالنفي والنبذ من المجتمع، ويشارك الصينيون غير المسلمين كثيرا المسلمين في عادات وتقاليد رمضان وخاصة في موائد الإفطار، ويزداد تقديم الأطعمة وتبادلها بين الصائمين وجيرانهم من غير المسلمين، وتتنوع تلك الأطباق من الحلويات والمأكولات البحرية.

"باتشاي" في الصين.. الشاي والبطيخ على الإفطار وعادات لم تتغير

تكتظ المساجد في صلاة التراويح بالمصلين، وتكثر دروس التوعية الدينية بين الركعات، وتزداد الأعداد في المساجد في العشر الأواخر للاحتفال بليلة القدر، ويكثرون فيها الصلاة وقراءة القرآن الكريم، ويعتبر مسجد «نيوجيه» الذي تعدى عمره الـ1000 عام من أقدم المساجد في العاصمة الصينية بكين، والذي يقف شاهدا عبر قرون على المد الإسلامي لتلك الدولة العظمى، وبقائه فيها حتى الآن، رغم كل الظروف.

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى