نصائح

نصائح مهمة لشراء الأحذية الرياضية عبر الإنترنت

بدأت سياسة المستهلكين حول العالم منذ فبراير 2020 في التحوُّل جذريا، فبعدما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا المستجد وباءً عالمي، قررت معظم دول العالم فرض حالات من الإغلاق التام، والتي شملت كل الأماكن التي تظهر بها التجمعات البشرية.

بالتأكيد كان منها المجمعات التجارية، ليُترك المستهلك أمام مشكلة حقيقية، وهي حتى وإن توفرت المتاجر الإلكترونية التي تتيح له التسوّق بضغطة زر على هاتفه الذكي، إلا أن تجربة الانتقاء، والتي تعتبر أحد أساسيات التسوّق أصبحت معدومة، بالتالي أصبح المستهلك عرضة لشراء بعض المنتجات التي ربما يتضح أنها لا تناسبه وقت وصولها إليه.

دعنا نضع مثالا؛ وليكن شراء الأحذية الرياضة عبر الإنترنت، هذه بالفعل معضلة صعبة، لأن في الحالات العادية، يتطلب ذلك عددا من الخطوات التي ينتهجها المستهلك قبل أن يتمم عمليات الشراء، بغية الحصول على الزوج المناسب بالنسبة له.

فمثلًا، يحتاج المشتري للركض فوق جهاز السير المتحرك الذي يكون متواجدًا في بعض المحال التجارية، لمحاكاة ما قد يحدث أثناء استخدام المشتري للحذاء بعد شرائه، أو على أقل تقدير، الركض بأي مساحة -لو صغيرة- داخل المتجر، من باب التجربة، وبما أن ذلك ليس متاحا في حالة التسوق الإلكتروني، بالتالي يجد المشتري نفسه أمام معضلة حقيقية، وهو أنه يقدم على شراء سمك في الماء.

على أي حال؛ وبما أن الحاجة أم الاختراع، فهنالك نصائح يقدمها المتخصصون لتفادي العقبات التي قد يواجهها المستهلك الذي يريد شراء حذاء رياضي، وفيما يلي استعراض مبسط لتلك النصائح.

الأحذية الرياضة وتحليل المشي

يعتبر تحليل المشي هو الجزء الأكثر أهمية في شراء الأحذية الرياضية، لأنها الطريقة التي يتعرف من خلالها بائع التجزئة على المناطق التي يميل بها الإنسان للهبوط على قدميه ومقدار تدحرج القدم داخل الحذاء عند الاصطدام بأي سطح.

طبقا لستيف باترسون، مدير الإنتاج بإحدى شركات الأحذية الرياضية، فإن تحليل المشي هو عبارة عن مقاطع مصورة يصورها المتسوقون لأنفسهم وهم يركضون، إضافة لإجابتهم على بعض الاستبيانات الخاصة بما يريدونه في الحذاء الخاص بهم.

بنفس الصدد، يضيف باترسون أن خبراء الجري يمكنهم مساعدة المتسوقين في إيجاد الأحذية المناسبة لهم، بالإضافة إلى تقديم المشورة لهم بشأن نمط الركض الذي يجب عليهم اتباعه تفاديا للإصابات، لأن المسألة وفقًا لوجهة نظره، لا تهتم بالمقام الأول بالبيع والشراء، بل الحفاظ على المشتري، ومنعه من إيذاء قدمه عن غير عمدٍ.

التحقق من سياسة الاسترجاع

يعتقد تريفور بريور، أخصائي تقويم العظام، أن المشتري يجب عليه اختيار علامة تجارية تمتلك سياسات إرجاع جيدة، حيث يبدو منطقيا أن يرغب المشتري في تجربة عدد من الأحذية حتى يصل إلى الحذاء المناسب.

بنفس الصدد؛ تمتلك معظم العلامات التجارية الخاصة بالأحذية سياسات استرجاع تتيح للعميل إعادة الحذاء المشترى في غضون 28 يومًا، إلا أن هنالك بعض العلامات التجارية ترفض إعادة الأحذية التي تم ارتدائها خاصةً في الشارع، لذلك يجب تجنبها.

ارتفاع الكعب

إن كنت أحد الجدد في شراء أحذية الركض، لذا يجب أن تنتبه لاختلاف سماكة نعل الحذاء بين الكعب وأصابع القدم، فمن وجهة نظر طبية، انخفاض النعل عند الكعب يعني بدوره تقليل الحمل على ربلة الساق وأوتار العرقوب، لهذا يشير بريور إلى ضرورة البحث عن حذاء له نعل بسماكة أقل بمنطقة الكعب، بحيث يفضل أن تكون السماكة المناسبة ما بين 8 إلى 10 ميليمتر.

تحديد الهدف

عند الذهاب لشراء حذاء للركض، يجب أن تسأل نفسك سؤالا بديهيا، وهو لماذا تشتري الحذاء؟ وهنا، ستختلف المميزات التي يحتاجها عداء الماراثون لحذائه عن تلك التي يريدها من يركض لمسافة 5 كيلومترات كل أسبوعين.

يرى مارث سولبيرغ، أحد المختصين بالأحذية الرياضية، أن الركض لمسافات طويلة يعني بدوره عملا أكبر لعضلات الجسد، واحتكاكا أكثر بالأرض، بالتالي سيكون من المفيد أن يحظى من يركضون لمسافات طويلة بأحذية مبطنة من الداخل لامتصاص هذه الصدمات.

بنفس السياق، يشدد سولبيرغ على أن اختيار الحذاء الرياضي المناسب يظل مرهونا بمدى احترافية من يرتديه، لذلك، لا ينصح بأن يبتاع المبتدئ حذاء مخصصا للمحترفين، لسبب بسيط وهو أن جسده ليس مهيأ للتأقلم معه، ويأتي ذلك من منطلق الراحة، التي هي الأساس في عملية الشراء، فالمشتري سواء كان محترفا أو مبتدئا عليه أن يتأكد من راحة قدميه داخل الحذاء.

المقاس المناسب

غالبًا ما يبتاع المستهلكون أحذية بمقاسات لا تناسبهم، ويحدث ذلك عن طريق تحديدهم المسبق للمقاس المثالي في حالة الثبات، وهو أمر خاطئ تماما.

عن ذلك، وبالعودة لبريور مجددا، يجب على مشتري الأحذية الرياضية أن يدرك بأن أصابع قدمه ستتحرك لا إراديا إلى الأمام أثناء الركض، لذا ينصح بشراء أحذية بمقاسات أكبر بنسبة بسيطة جدًا من المقاس المناسب أثناء الثبات لتفادي هذه المشكلة.

السعر لا يعني شيئا

الأغلى ليست بالضرورة الأفضل، تبدو العبارة مبتذلة، ربما من التكرار، لكن الحقيقة، وحسب رأي باترسون، فالقضية برمتها لا علاقة لها بسعر الحذاء، بل بالراحة والتأقلم معه، لذلك قد لا تشعر بالراحة مع حذاء من أغلى العلامات التجارية، بينما تشعر بالرضا التام مع حذاء آخر زهيد الثمن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى