ثقافة ومعرفة

يوميات النوم.. واستراتيجيات الحصول على راحة أفضل

نستخدم اليوميات لتدوين أحلامنا، مخاوفنا، وحتى تجاربنا اليومية، ربما نفعل ذلك حتى نشعر براحة البال، أو حتى نتخلّص من بعض الأفكار الموجودة برؤوسنا بوضعها على أوراق تراها أعيننا.

مع تقدمنا بالعمر، زادت حاجتنا لتدوين هذه اليوميات، لأننا أصبحنا بفعل العُمر أكثر عرضة للقلق والأفكار المتسارعة، والحقيقة هي أن كتابة الأفكار بدفتر اليوميات هي طريقة فعالة لمعالجة الأفكار، قد تساعد على منح سلوكيات الشخص طابع بناء، وبما أن هذه الاستراتيجية تساعد على التقليل من حدّة الضغوط التي يتعرض لها الإنسان، والتعامل معها بشكل إيجابي، إذن، لربما تساعده على النوم بعُمق، لكن، كيف يحدث ذلك؟

ماذا تعرف عن يوميات النوم؟

تدوين يوميات النوم هو ببساطة تسجيل أفكارك ومشاعرك قبل ساعات قليلة من النوم كل ليلة، قد يبدو الأمر مشابهًا للاحتفاظ بسجلات النوم، ولكن هناك اختلافات رئيسية بينهما.

تهدف سجلات النوم إلى تتبع عادات نومك بدلاً من أفكارك، وهو نشاط يخدم أغراضه الخاصة ويمكن أن يكون مفيدا جدًا للحصول على نوم أفضل حسب احتياجاتك.

على العموم، لا توجد طريقة صحيحة أو خاطئة للتعامل مع الكتابة قبل النوم، طالما كان الإنسان قادر ا على كتابة ما يشعر به، فهذه بداية رائعة.

من أين نبدأ؟

في إحدى الدراسات، تم اختيار 41 طالبًا جامعيًا يعانون من مخاوف وقت النوم بشكل عشوائي، وطُلب من مجموعة واحدة التدوين كل ليلة لمدة أسبوع، عبر تخصيص 15 دقيقة قبل النوم لتدوين يوميات النوم، ووجدت الدراسة أن تسجيل يوميات النوم يقلل من القلق والتوتر أثناء النوم، ويزيد من وقت النوم، ويحسن نوعية النوم أيضا.

دعنا نخبرك مبدأيا أن ظروف كل إنسان هي شيء فريد يمتاز به وحده، لذلك لا بد وأن ترتكز يوميات النوم على تجارب شخصية محددة، منبثقة عن أفكار واضحة تشغل رأس صاحبها في المقام الأول.

بعد أن اتفقنا على الشكل الرئيسي ليوميات النوم، لا بُد وأن نخبرك أيضًا بأنك قد تعاني نسبيا حين تبدأ في تدوينها على الورق، نظرًا لعدم قدرتك على ترتيب الأفكار التي تشغل رأسك ووضعها على ورق أبيض، لكن لا مُشكلة في ذلك، فهنالك خطوات تشجعك على التفكير الحقيقي فيما يشغلك، وليس مجرد وضع عبارات غير مرتبة على الورق.

خطوات مدروسة

وضع مايكل بروس، أخصائي طب النفس، طريقة مُثلى للحصول على أفضل نتائج من يوميات النوم، عبر تقديمه لمقترحات شملت أهم المؤرقات التي قد تنتج عنها مشاكل في النوم بعُمق بالنسبة لشريحة عريضة من البشر.

تعتبر الغضب والقلق والخوف ردود أفعال طبيعية وصحية تجاه ضغوط الحياة، لكن الأهم هو التخلص منها بطريقة صحية، عبر التنفيس عن المخاوف والإحباطات التي يتعرض لها الإنسان يوميا، ويمكن ليوميات النوم أن تساعد الإنسان على تدوين أفكار التي تحمل طابع الغضب والإحباط، ما قد يساعد الإنسان على فهم هذه الأفكار بشكل أعمق والتعامل معها بدلا من كبتها بداخله دون حلول.

على الجانب الآخر، يجب أن تحتوي يوميات النوم على مكانٍ مخصص للإيجابيات، بتدوين بعض الأشياء التي تجعل الإنسان سعيدًا، أو على أقل تقدير تحسين حالته المزاجية، حيث يجب أن يضع المُدوّن في اعتباره كتابة حدث أو تجربة تعرض لها مؤخرًا جلبت له سعادةً، وهذا قد يفيد بصحة الإنسان النفسية والبدنية، مما قد يؤهله لنوم أفضل وأكثر عمقا.

أخيرًا، ينصح بكتابة قائمة مهام الغد داخل يوميات النوم، بالفعل قد يبدو الأمر مؤرقا إذا ما امتلك الإنسان الكثير من المهام بيوم الغد، لكن هذه الاستراتيجية تعمل بنفس الوقت على تصفية الذهن بنهاية اليوم، فالقصة تتمحور في إزالة الأفكار من رأسك ووضعها على الورق أثناء الاسترخاء قبل النوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى